السلام عليكم
يعلم الجميع أن التعامل بالأقساط هو من أجل التسهيلات التي توفرها هذه العملية , فلا يستطيع المواطن البسيط أن يدفع ما يريد شراءه دفعة واحدة فيلجأ للتقسيط و هذا لتخفيف الأعباء, و سأسقط هذا المصطلح على ما يحدث في الجزائر اليوم فالكثير من الأشخاص يقولون أن الجزائر لم تحدث فيها ثورة ولا انتفاضة مثل التي حدثت في تونس و مصر و غيرها من الدول لكن ما لم يعلمه الكثيرون أن الثورة في الجزائر قد اندلعت و لكن نسميها بثورة الأقساط ,فالنظام السياسي الجزائري لم يتعامل مع الثورة دفعة واحدة كما حدث في تونس و مصر بل تم تقسيط الثورات قسطا قسطا ,إبتداءا من ثورة الطلبة و ثورة الأطباء و ثورة الحرس البلدي و ثورة موظفين البلديات و ثورة الأساتذة المتعاقدين و غيرها من فئات المجتمع التي عانت الأمرين , و النظام السياسي أصبح يتعامل مع هذه المدخلات الطارئة بقابلية كبيرة ,المهم عنده أنها لا تكون سياسية أو تنادي بإسقاط نظام الحكم .
فالأمر المميز في الجزائر أنها عاشت ثورة شعبية اجتماعية , خرج من خلالها المواطن البسيط ليطالب بحقوقه المهضومة و خرج الطالب المسكين ليقول بصوت عالي:"أنا هنا يا جزائر" و تعاملت العلبة السوداء أي النظام السياسي مع المطالب بصورة إيجابية حيث تم قبول معظم المطالب المشروعة و كل يوم نقرأ في الجرائد الوطنية و جرائد أصحاب الشكارة أن فئة معينة من العمل ستتجه إلى قصر الرئاسة أو الوزارة المعنية من أجل المطالبة بالحقوق و طبعا سيتم قبول المطالب بشكل كبير هذا لتجنب الدخول في متاهات كبيرة و صعبة.
في الجزائر اختلف الأمر عن الدول الأخرى , فالدول الأخرى كانت المطالب دفعة واحدة و سببت ضغطا كبير أدى إلى سقوط الأنظمة و طرد الزعماء , أما نحن ثقافة القسط في المطالب سمحت للنظام بالاستجابة لكل فئة على حدى و دراسة مشاغلها و تحقيق مطالبها المشروعة .
و الجزائر كما قال سي أحمد ليست في أزمة سياسية , بل هي أزمة اجتماعية فقط الحكومة تسعى إلى حلها , كأن عدم اعتماد الأحزاب و الانغلاق السياسي و كتم الأصوات كلها لا يدخل في الأزمة السياسية .
المواطن الجزائري البسيط لا يهمه ما يحدث في دهاليز السلطة و في أروقة الأحزاب , كل ما يرجوه هو بيت صغير و أسرة متواضعة و دخل شهري يسمح له بالعيش الكريم , و الحكومة الجزائرية يجب أن تسعى إلى تلبية المطالب الشعبية حتى يعود الجزائري إلى رشده و إلى ما كان عليه و نتجنب :"الشعب يريد إسقاط النظام"
للأمانة
No comments:
Post a Comment