أكد مختصون خطورة قانون التغذية القسرية للأسرى الذي سينظر كنيست الاحتلال فيه، اليوم الأربعاء، وحذروا من أبعاده الخطيرة على صحة الأسرى المضربين عن الطعام.
وأوضح رئيس رئيس قسم الجهاز الهضمي والكلى في مجمع فلسطين الطبي حسام النادي، أن هذه التغذية ستتم بطرق غير تقليدية مثل الحقن عن طريق الجهاز الهضمي بمضخات كبيرة وتمرير المحلول عبرها، مبينًا، أن هذه الطريقة تؤدي للالتهابات في الرئتين لأن الطعام قد يدخل إلى مجرى التنفس بدلاً من الجهاز الهضمي.
أما الطريقة الأخرى للتغذية القسرية، فتتم عبر إدخال أنابيب عن طريق الأنف لتصل إلى المعدة، وهذا يؤدي إلى حدوث تمزق في جدار المعدة، موضحًا، أن هذا الأمر يعاقب عليه القانون.
وبين النادي في تقرير نشرته وكالة الأنباء الرسمية، اليوم الأربعاء، أن الطبيب قد يلجأ إلى التخدير في حال استمر المريض في رفض الطعام، وإذا كان يعاني من مشاكل في الدم، أو التنفس، وتم تخديره، فهناك احتمالية أن يحدث عدم انتظام في دقات القلب، وهبوط حاد في الضغط.
وأوضح، أن التغذية القسرية قد تؤدي لما يسمى “تميه المعدة”، أي زيادة السوائل فيها عن الحاجة المطلوبة، نتيجة إعطائه المحاليل ‘الكلوكوز’ بكثرة، ما يحدث خللا في عمل الكلى، والقلب، والتنفس.
كما تتم التغذية القسرية تتم أيضًا من خلال إعطاء المريض سوائل في الوريد، وهذا يؤدي وفقًا للنادي إلى خلل في توازن الأملاح في الدم، خاصة البوتاسيوم والصوديوم، ما يؤدي لخطر مباشر على حياة المريض، كما يؤدي الحقن إلى إصابة المريض بفيروسات معدية والتهابات تنتقل من مريض لآخر.
وحذر النادي من إمكانية تعرض المريض للوفاة نتيجة التغذية القسرية، خاصة إذا كان جسمه ضعيفًا ولديه مشاكل في القلب أو مصاب بمرض السكري، قائلا، إن للقضية بعدًا صحيًا وأخلاقيًا.
من جانبه، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى عيسى قراقع، إن القانون يعتبر تشريعًا للقتل بحق الأسرى بطريقة غير مباشرة، مبينًا، أن اتحاد الأطباء العالمي الدولي استنكر القانون واعتبره محظورًا وغير قانوني، ومبينًا، أن بعض الأطباء الإسرائيليين يرفضون التعامل مع القانون خوفًا من الملاحقة الجنائية، لأن هذا القانون يعد جريمة حرب ضد الإنسانية، وفق قوله.
أما محامي نادي الأسير جواد بولس، فقد أكد بدوره على خطورة هذا القانون مشيرًا إلى أن العديد من دول العالم أعلنت موقفها الواضح والرافض للتغذية القسرية، على اعتبار أن للأسير الحق في الإضراب، إذا كان دون إكراه، ويعي نتائجه من الناحية الصحية.
وأشار بولس إلى أن الفكرة هي احترام إرادة الأسير ووسيلة احتجاجه، وهذا القرار ملزم للدول التي اجتمعت على رفض التغذية القسرية، مؤكدا، أن “إسرائيل” لا تلتزم بالعديد من القرارات الدولية المتعلقة بالاعتقال الإداري واعتقال القاصرين وحقوق الأسرى.
يشار إلى أنه في عام 1980، شهد سجن ‘نفحة’ إضرابا مفتوحا عن الطعام استمر 33 يوما، ارتكبت خلاله “إسرائيل” جريمة بحق الأسرى، عندما أجبرتهم على تناول الطعام عبر إدخال أنابيب من الأنف إلى المعدة بالقوة وبالقمع، ما أدى إلى اختناقهم، وارتقاء كل من علي الجعفري، واسحق مراوغة، وراسم حلاوة شهداء.
عنــ القدس الاخبارية رام الله
عنــ القدس الاخبارية رام الله
No comments:
Post a Comment