منذ أن فاز منتخب فرنسا، بأول كأس عالمية، في تاريخه في سنة 1998، بنكهة أجنبية حيث ضمت التشكيلة في ذلك الوقت، ليزارازو الإسباني وهو من بلاد الباسك، ومارسال ديسايي الغاني، وتورام القادم من غوادلوب، وكارومبو من كاليدونيا الجديدة، وبوغوسيان الأميني، وزين الدين زيدان الجزائري، وجوركاييف الروسي الأب والأرميني الأم، وباتريك فييرا ابن السينغال، وديشانالباسكي، ولم تمتلك فرنسا من لاعبين فرنسيين في تلك الفترة من الذين أحرزوا أول كأس عالمية في تاريخ فرنسا، سوى الحارس بارتيز واللاعبين لوبوف وبيتي وغيفارش.
منذ ذلك الحين قرّرت فرنسا أن يكون منتخب بلادها، الذي تتنافس به على الألقاب العالمية من قارة إفريقيا على وجه الخصوص، ومدعم ببعض لاعبي أوربا الجنوبية، حيث لم يكن ضمن تعداد المدرب الباسكي الأصل ديشان، سوى لاعبين فرنسيين فقط، من حيث الأصول وهما، المدافع بنجامين بافارد ولاعب الوسط أدريان رابيو، وهذا ليس من التشكيلة الأساسية فقط، وإنما من الفريق المسافر بالكامل إلى قطر.
تركزت الأنظار خلال البطولة إلى غاية مباراة الدور النهائي لنهار أمس، على الحارس المخضرم لوريس وهو من إسبانيا وكان إلى جانبه في الحراسة الكونغولي مانداندا والفليبيني أريولا، كما تلوّن الدفاع باللون الإفريقي الأسمر في وجود الكونغولي ديساسي والمالي موناتي والغيني إيبامي كانو والبنيني كوندي والكاميروني صاليبا والمارتينيكي بافار، برفقة الشقيقين الإسبانيين لوكاس وثيو هيرنانديز، وكان المحرك الرئيسي لخط الوسط من دون أصول فرنسية وعلى رأسهم مهندس ألعاب فرنسا البرتغالي غريزمان والهداف الكاميروني تشواميني والأنغولي كوامافينغا، والإيفواري فوفانا، إلى جانب المغربي القندوزي، وحتى فخر الفرنسيين مبابي من أصول حاليا لكثير من كامرونية، وعصمان ديمبيلي من مالي وموريتانيا، وكولو مواني من الكونغو الديمقراطية وكومان من غينيا وجيرو من أصول إيطالية، وحتى الغائبين الكبار هم بن زيمة الجزائري وبوغبا الغيني وكونتي المالي، في أغرب منتخب يشارك منذ ما لا يقل عن سبعة مونديالات، كان فيها دائما إحدى القوى الكروية العالمية، ولكن بلاعبين قادمين من كل بلاد العالم وخاصة من القارة السمراء التي احتل الكثير من بلادها، ويستغل حاليا لكثير من مواهبها.
No comments:
Post a Comment