عمره الاقتصادي الرسمي ربع قرن، فتح قلاع حقول سوناطراك عام 1990 وزحف بجيوشه، حتى احتل حقيبة وزارة الطاقة، لأكثر من عقد كامل، فعاث فسادا في أرضها بقوانينه الجديدة الخاصة بالطاقة وبالمناجم، إلى أن ابتعد عن الحكومة منذ خمس سنوات، بعد أن مصّ ضرع حاسي مسعود، كما يفعل الرضيع مع صدر أمّ، أنهكها الزمن والمرض، وعمرها السياسي الرسمي ربع قرن، فقد قادت حزب العمال عام 1990 وزحفت بجيشها الأحمر التروتسكي، حتى احتلت رواقا دائما لأرانب السباق في الرئاسيات، ومقاعد دائمة في البرلمان، تركض ليصل الأول في أمان وليس لتصل هي في المركز الأول، وصارت ظاهرة صوتية، ولكنها حسب المزاج أو حسب المقدرة والطلب، على طريقة.. أسد عليّ وفي الحروب نعامة؟
نتشوق لمعرفة خبايا ماضي الجزائر , نجاري حاضرها , نساير كافة الاخبارالمتعلقة بها و نتطلع لمستقبل زاهر لها
blog spot
Sunday, May 24, 2015
المهنة .. امام
يد عن الجدل الفقهي، الذي لم يتمكن فيه الإمام الأجير، من إقناع الناس بجواز أخذ مرتب نظير الصلاة بالناس، أو إلقاء خطبة الجمعة على مسامعهم، ولا الذي يحرّم هذه الأجرة ويعتبرها ضمن شراء بآيات الله ثمنا قليلا، بعيدا عن هذا الجدل فإن ما تفضلت به الصحف الجزائرية من أخبار، عن حدوث بعض التجاوزات من بعض الأئمة النظاميين، صار يطرح الكثير من التساؤلات حول هذه "المهنة" التي صارت لا تختلف عن بقية المهن من خلال تعامل أصحابها معها، فعندما نسمع عن إمام في ولاية معسكر دخل في عطلة عن "الصلاة" بالناس، وتم إسقاط صلاة الجمعة التي هي فرض كما يعلم الجميع، وأكيد يعلم هذا الإمام أيضا.
وعندما نسمع عن إمام في ولاية برج بوعريرج دخل في إضراب عن الطعام من أجل حصوله على مرتب نسيه أو تناساه مقتصد نظارة الشؤون الدينية، ويتعارك إمام آخر مع إمام سابق في ولاية ورڤلة داخل المسجد بالأيدي وبالسب السوقي لأنه شغل المسكن الوظيفي الذي من المفروض أن يسكنه مع عائلته
عندما نسمع بمثل هذه الأخبار، ولن نفتح باب الفضائح الأخرى، فإننا ندرك أن بعض الأئمة وحتى الوزارة المعنية، قد حوّلت الإمامة إلى مهنة لا تختلف عن بقية المهن، يجد فيها ممتهنها نفسه في وضعية الممرض والسباك وعامل النظافة ومضيفي الطائرات، يمارس فيها ما يعتبره واجبه من العمل الساعي من دون أي إضافة أو اجتهاد، ويطالب بما يسمّيه حقوقه من رفع المرتبات، والمنح والسكن الوظيفي والعطل وإمكانيات الهجرة إلى مساجد فرنسا، ويلجأ إلى الاحتجاجات بالاعتصام والإضراب عن الطعام، وكلها ممارسات مستوردة من الخارج ضمن البِدع التي يزعم بعض الأئمة محاربتها من خلال تحريم لبس ربطة العنق وسياقة المرأة للسيارة والتقاط الصور والإبحار في الفايس بوك وأكل الزلابية في رمضان، بينما يمارس هو في مهنته ما قام به البوذي المهاتما غاندي الذي أضرب عن الطعام في احتجاجه الشهير ضد التمييز الذي مارسه الإنجليز في الهند، والشيوعي الملحد فلاديمير لينين الذي طالب في خطاب ثورته البلشفية العمالَ بأن يتحدوا في الاحتجاجات مهما كانت حرفتهم، والليبيرالي اللائكي الفيلسوف الأسكتلندي آدم سميث الذي كان يطالب في كتابه ثروة الأمم بنسيان الروح والأخلاق في العمل والاهتمام بالحقوق فقط.
صرخة ..
صرخة...
- كثيرة هي الرسائل التي تصلني من أخوات وإخوة يكتبون فيها مشاعرهم ويعبرون عن كثير من الألم والأمل، وكثير من الحب للوطن، والاحتقار لمن يسيئون إليه.
هذه المرة قررت أن أتنازل عن هذه المساحة المخصصة لي لأخت جزائرية خريجة المدرسة الوطنية للإدارة، لم تقدر على تحقيق آمالها وأحلامها في وطنها، ومع ذلك تفيض بمشاعر الحب للوطن والتعلق به؛ لذلك أردت أن أقاسمكم تلك المشاعر التي يشترك فيها كثير من أبناء هذا الجيل الذي "هرم" من أجل لحظات تاريخية يقوم فيها بواجبه.
سلام عليكم أستاذ
هي كلمات تخرج وهنا على وهن من وطن لايزال يتلاشى داخلي كرها وقسرا ومازلت أصغر فيه ظلما وقهرا، لطالما هاجمت الحراڤة وتحاملت على الكفاءات المهاجرة هربا وخيبة، تشدقت بالوطن والوطنية زمنا وراهنت على الجزائر عمرا ومازلت لا أفهم أي منا خان صاحبه، لقنني أبي أول ما لقنني كتاب الله وإلياذة الجزائر، فتضخمت الجزائر داخلي كمارد، وحده مفدي زكرياء كان يشبع نرجسية الوطن داخلي وهو الذي رسم الجزائر أسطورة وتاريخا وحضارة فمجدها كما مجد هوميروس الإغريق، كبرت والعمر هنا يقاس بالخيبات لا بالسنوات وعمر الخيبات تغذيه الصدمات أبدا، وصدمة عمري كانت أن لا بيت في الإلياذة أصدق من: جزائر يا مطلع المعجزات، نعم معجزة العشرية التي قتل فيها من قتل ونهب فيها ما نهب ومعجزة الألف مليار ومليار التي تصلنا أخبارها تباعا ومعجزة أغلى كيلومتر -تكلفة- في العالم ومعجزة قروض أفلست المجتمع أخلاقيا ومعجزة أصحاب الحق الإلهي في تسيير شؤوننا، أولئك الذين لا نعرف عنهم شيئا ويعرفون عنا كل شيء ومعجزة الرئيس الذي يرأسنا منذ زمن ولا نكاد نسمع له صوتا وووو…
تضخم داخلي مارد الوطن يا أستاذ حفيظ فغدا مرضا، وكلما تذمرت لأمي أجابتني: الحمد لله على الصحة، فهل نحن أصحاء يا أستاذ؟ لا قطعا! نعاني داءً يتفاقم أمام أعيننا يوما بعد يوم اسمه الجزائر.
ورم الوطن لايزال لا يزداد إلا تضخما حتى بت أخشى أن أضطر إلى استئصاله ولو مؤقتا -الأرجح أنني فعلت- فكمن يهرب من حقيقة إلى سراب رحت أبتاع لي من كل بلد أزوره علما أعلقه في غرفتي عساني بكل تلك الأعلام ألغي انتمائي لهذا الوطن الذي لم يبق لي منه إلا علم وبضع وثائق رسمية، ووحدي في قرارة نفسي كنت أفعل ما أفعل لأغيظ ذلك العلم (علم الجزائر) المخبأ داخل وسادتي، ذلك العلم الذي خاطته جدتي داخل وسادة أمي ذات تسع وخمسين تسع مائة وألف، حتى لا يجده الفلاڤة إذا ما أتوا لتفتيش البيت بعد وصول الأنباء عن استشهاد جدي، ومازلنا نحتفظ بتلك الوسادة كمن يحتفظ بكنز، ومازلت كل ليلة أعود لحضن وسادتي وأحكي لعلم جدي كل الحكايات وأخبره أنه ما عاد بحاجة إلى التخفي داخل وسادة ولكن أخشى عليه أن يخرج من الوسادة فيجد أعلاما ولا يجد وطنا، يا علمي حضرت الأعلام وغابت الجزائر يا وجعي.
من عمق الخيبة أكتب لك أستاذ بعد ما أصبحت مقالاتك عن الوطن مؤنسا لنا في ضبابيتنا هذه، أكتب لأرجوك ألا تتوقف عن الكتابة وألا تعير أذنا لأولئك الذين يحاولون تثبيطك فنحن مواطنون قبل أن نكون "مهنيين" في أي مجال كان وعملك في الإعلام الرياضي لا يمكن أن يكون حاجزا أمام تبنيك لقضية الوطن.
وأما السبب الثاني، فلدي حلم، حلم سعيت جاهدة لتحقيقه داخل الوطن ولكن لا حياة لمن تنادي. نعم أعرف أنك تتلقى ملايين الطلبات من هذا القبيل ولكن حلمي مختلف نوعا ما. أستاذ حفيظ ما أطلبه من حضرتك ليس تحقيق حلمي أو الوساطة من أجل ذلك، كل ما أتمناه هو أن أتلقى منك ردا توجهني فيه إلى الكيفية باعتبار الخبرة التي تملكها في هذا المجال.
أعشق الإعلام الرياضي ومرارا حاولت طرق أبواب التلفزيون الجزائري أبحث عن نصف فرصة كي أجتاز أي مسابقة توظيف ولكن هيهات، حتى تلك القنوات الخاصة مازلت أتردد في محاولة طرق أبوابها بالنظر لما يثار حولها من زوابع.
إن كنت قد وصلت إلى غاية هذه النقطة من رسالتي فهو كرم لا أنساه لك، ويكفيني كرمك هذا حتى لو لم تجد وقتا للرد، أما إن لم تفعل فستكون مجرد خيبة أخرى تزيد في العمر خيبة والعمر هنا يقاس بالخيبات كم سبق وقلت.
إلى الأخت العزيزة، أقول إنني أتألم مثلك وأكثر، ويتألم كثير من أمثالك على وطنهم أكثر مما يتألمون على أحوالهم، ومع ذلك أقول لك: إن "غدا يوم آخر" لن يمنعنا أحدا بأن نحلم بأن يكون أفضل.
لـــ حفيظ دراجي
لـــ حفيظ دراجي
بطولة من دون بطل
أمور خطيرة تحدث في كرتنا المسكينة مع نهاية هذا الموسم، اتهامات بين المسؤولين، بيع وشراء في اللقاءات أمام مرأى ومسمع الجميع، عنف بين الأنصار داخل وخارج الملعب، محيط متعفن لم يحرك مشاعر مسؤولينا "المتفرجين".. هذا ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر، قبل أن تقع "الفأس في الرأس" وتتحول اللعبة الأكثر شهرة في بلدنا إلى مهازل جديدة وتعيدنا إلى نقطة الصفر، رغم التألق الكبير لمنتخبنا الوطني في كأس العالم، وتأهل ثلاثة أندية جزائرية إلى دوري المجموعات لرابطة الأبطال الإفريقية.
لا تمر جولة من البطولة المحترفة بقسميها الأول والثاني وحتى في الأقسام الدنيا، خالية من داء مزمن ضرب أنديتنا التي تريد الفوز بنقاط لقاءاتها لتفادي السقوط أو اللعب على اللقب والصعود، لكن بعيدا عن الروح الرياضية التي أصبحت شعارا ننادي به بعد حدوث الكوارث الرياضية في ملاعبنا، التي تغيب فيها أدنى شروط الراحة للأنصار، الذين يجدون أنفسهم طيلة اليوم وتحت حرارة صيفية شديدة يناصرون فريقهم، الذي يقدم عروضا كروية هزيلة وبعيدة كل البعد عن تلك التي يشاهدونها سهرة كل نهاية أسبوع في الملاعب الأوروبية، فلا حديث بين محبي الكرة إلا عن الرشوة التي طالت كرتنا إلى درجة أن المناصر أصبح يعرف نتائج المقابلات قبل أن تلعب، فهل من حلول يا أصحاب القرار..؟ طبعا ليس هناك أي دليل على بيع وشراء المقابلات، والجميع يعرف ذلك بمن فيه من يسيرون كرتنا، لكن لماذا لا يعاقب أي مسير يصرح بأنه باع واشترى وبزنس في كرة القدم، حتى وإن مر على ذلك سنوات عديدة لإعطاء العبرة للمسيرين القادمين للتحلي بالنزاهة.
عندما نعرف حقيقة الكرة الجزائرية وما يجري في كواليسها ومكائد بعض المسيرين، نقر أن بعض الذين نضع ثقتنا فيهم خانوا أمانة الأنصار الذين يتنقلون إلى الملاعب والملايين الذين يتابعون بطولتنا المحترفة عبر شاشة التلفاز، ولم يبق سوى تدخل أعلى السلطات لإيقاف "التعفن الكروي"، الذي سكتنا عنه لسنوات ولم نتحرك لإيجاد حلول له مثلما حدث في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، الذين ضربوا الفساد بقوة حتى وإن مست العقوبة أعرق وأقدم وأشهر الأندية.
تراودني فكرة أظن أنها لن تعجب الكثيرين، وهي إجراء مختلف البطولات الوطنية لمدة قد تصل إلى عشر سنوات دون تحديد البطل ولا الأندية التي تسقط إلى الأقسام الدنيا، لتتمكن كل الفرق من إعادة ترتيب بيوتها واستعمال كل لاعبيها الذين يتخرجون من مدارس النادي بأموال قليلة كتلك التي كان يتقاضاها أكبر وأشهر اللاعبين الجزائريين من عهد خباطو إلى منتخب 82 الذي شرف الجزائر، وتوقيف سياسة جلب اللاعبين التي أضرت بالكرة الجزائرية. ربما يرفض البعض الفكرة لأنها قد تضر بالكرة الجزائرية، خاصة في التمثيل على المستوى القاري، لكن ما جدوى الفوز برابطة الأبطال الإفريقية وكرتنا مريضة، وحتى المنتخب الوطني لا يتضرر لأنه مكون من لاعبين ينشط أغلبهم في مختلف البطولات الأوروبية.. صعب تحقيق ذلك في ظل عالم الاحتراف، الذي دخلته أنديتنا المجبرة حتى تتماشى مع النظام الكروي العالمي، الذي نحن بعيدون عنه كل البعد.
"الكبش" الحقيقي ليس خاليلوزيتش ولا روراوة ..
إنه كل من يقدس الشرعية التاريخية ويحولها الى إستعمار جديد ينسف بها مكتسبات الحاضر وطموحات المستقبل.
يهيننا خاليلوزيتش بحجة أنه اهلنا للمونديال ويعبث بنا روراوة بشرعية انه تصدى للمصريين ويستعمرنا بوتفليقة لانه أطفأ نار الفتنة وشتت خفافيش الظلام وتحكمنا المؤسسة العسكرية رغم انوفنا لأنها قضت على الارهاب .. ويحكمنا العواجيز مدى الحياة لانهم حرروا البلاد منذ نصف قرن ..
ولا احد يريد ان يرحل لانه لا يوجد بديل !!.
لــ محمد يعقوبي
المطلوب وزارة للتدليك
مع بلوغ مسلسل محاكمة الخليفة حلقات ظهور الشهود، خرجت القضية من كونها عمليات احتيال كبرى إجتهد خلالها المتهمون، من أجل مصّ دم الوطن والمواطن، إلى الدهشة من المستوى المنحط الذي بلغه بعض المسؤولين في الجزائر، إلى درجة أن الجاني لم يعد يبذل أي جهد لحبك احتياله أو إخفاء آثار جرائمه، أو طلب الغالي من أجل التنازل عن مبادئه وحتى عن شرفه، وعندما تنتقل أحداث المحاكمة إلى مستوى التسلية والتنكيت، فإننا نكون قد بلغنا درجة من البؤس الأخلاقي في الأداء السياسي والاقتصادي وكلاهما عصب حياة أي دولة، يؤكد العبث الذي طال هذا البلد الطيب.
وإذا كان الإبتلاء الذي عرفته الأمة في قضية الخليفة، قد حدث منذ قرابة الخمس عشرة سنة، في زمن لم يكن للـ"شكارة" دور كبير في تعيين رجالات البلدية والولاية والبرلمان وما فوق ذلك، كما كانت من حول الطيران والقناة التلفزيونية الخاصة والبنوك، فإن المواطنين سيصابون بالصدمة العنيفة عندما يفتح القضاء ملف سوناطراك، لأن الإبتلاء وقع في زمن بيع الذمم أمام الملأ، وحول آبار النفط، وبأيدي وزراء، وليس رجل مال وأعمال يدعى عبد المؤمن خليفة، على أمل أن لا ينتهي مسلسل محاكمة الخليفة كما انتهى مسلسل الطريق السيّار، وإلا فلا داعي لفتح ملف سوناطراك بأجزائه المتعددة.فإذا كان بعض المسؤولين قد باعوا أنفسهم وذممهم، مقابل بطاقة تدليك في حمامات "الصونا"، فمن حق الشعب أن يخاف على وطنه، لأن هناك من يريد أن يشتري ما هو أثمن من طيران الخليفة وبنوكه، بأثمان أغلى من بطاقة التدليك، حتى وإن اقترح وزارة خاصة بالتدليك واستورد شابات تايلنديات، على طريقة مسرحية الزعيم التي كتبها فاروق صبري، ولعب بطولتها عادل إمام.
لقد صار الجزائريون مقتنعين بأن أي مشروع أو أي تظاهرة تتبناها الدولة، إنما من أجل نهب المال العام، وصاروا مقتنعين بأن أي ثريّ أو مسؤول كبير يزداد جاها ويرتفع شأنا إنما بالاحتيال وبسند من رجال الظل الذين يصنعون منه درعا يخفون به وجوههم من الطعنات، فإذا كان أغنى جزائري الذي صار من نجوم عالم الكرة والفن والطيران قد لعب بمال الشعب وبالشعب أيضا بهذه الطريقة، وإذا كان الطريق السيّار الذي ابتلع قرابة العشرين مليار دولار، وسنوات من عمر الجزائر وسمّوه بمشروع القرن، قد أحرق مال الشعب وأعصابه، فلا أحد سيصدق بأن مئات ملايير عاصمة الثقافة العربية، ستذهب للثقافة وملايير مسجد الجزائر الكبير ستذهب في المآذن والقبب والمنابر، وأن ملايير الدولارات الذي أنجزت بها المدن الجديدة وخطوط الترامواي والسدود وغيرها من المشاريع لم يحدث فيها ما حدث في مشروع القرن ومع رجل القرن.
لقد تمكن عبد المؤمن خليفة أن يفتح لنفسه أبوابا مقابل منح بطاقة تدليك لهذا المسؤول، ومقابل إيصال إبن مدير عام لقيادة الطائرة وهو لم يحصل على شهادة البكالوريا، فكيف لا يفتح أثرياء الجزائر العميقة كل المدن والقرى بأقل جهد وأقل ثمن...؟
لـــ عبد الناصر
لـــ عبد الناصر
كرتنا أيضا ليست بخير
- يحسدنا كثيرون من متتبعي الكرة في افريقيا والوطن العربي والعالم أيضًا على التأهل مرتين متتاليتين إلى نهائيات كأس العالم، وعلى التألق في البرازيل، ويحسدوننا على تأهل ثلاثة نوادٍ إلى دوري مجموعات أبطال أفريقيا، وعلى ذلك السيناريو الفريد من نوعه لدوري هذا الموسم الذي أثار فضول عديد المواقع ووسائل الإعلام التي راحت تتحدث عن بطولة غريبة كان يمكن للرائد أن ينزل إلى الدرجة السفلى، وكان يمكن لصاحب المؤخرة أن يتوج باللقب قبل أسابيع قليلة من نهاية المنافسة.
لكن العارفين بشؤون الكرة وخباياها في الجزائر يدركون بأن تأهل الجزائر إلى المونديال مرتين متتاليتين كان بسبب إستراتيجية الاعتماد على اللاعبين المحترفين المنتهجة من طرف الاتحادية، وتأهل ثلاثة نوادٍ إلى دوري مجموعات أبطال افريقيا لأول مرة في التاريخ لا يرجع إلى قوة النوادي الجزائرية بقدر ما يرجع إلى تراجعها في مصر وتونس والمغرب والكاميرون ونيجيريا لأسباب مختلفة، كما أن سيناريو دوري هذا العام لا يدل أيضًا على ارتفاع مستوى الكرة الجزائرية وتطورها، بل يدل على تراجع متواصل وتشابه كبير في التراجع بين كل النوادي بما في ذلك من يملك الإمكانات المادية والبشرية وغيرها من الفرق صاحبة الإمكانات المحدودة.
ما يحدث لأهم وأكبر وأعرق النوادي بما في ذلك المتأهلة إلى أدوار متقدمة في المنافسات القارية يؤكد بأن كرتنا ليست بخير، ونوادينا ليست على ما يرام بعد ما بلغ فيها سخط الجماهير درجة لا مثيل لها أدت إلى إقالة مدرب اتحاد العاصمة بسبب الإخفاق في التتويج وأدت إلى استقالة مدرب مولودية العلمة قبل تراجعه، وكادت أن تعصف بمدرب وفاق سطيف الذي رمى المنشفة قبل أن يتراجع هو أيضًا رغم تتويجه باللقبين القاريين. أما جماهير اتحاد الحراش وشباب قسنطينة فهي تضغط بدورها وتطالب برحيل الرئيسين بسبب تراجع النتائج، في حين بلغ تذمر جماهير شبيبة القبائل إلى درجة كبيرة من "التخلاط" قد يعصف بالنادي العريق إلى القسم الثاني، ويهدد مستقبله إذا لم يتحلَّ أبناؤه بالحكمة اللازمة، وإذا لم تتدخل السلطات للحفاظ على موروث كروي صنع أفراح الكرة الجزائرية.
طبعًا لا أحد يرضى بسيناريو يصبح فيه الجمهور متذمرًا وصاحب الكلمة في اتخاذ القرارات وتعيين وإقالة المدربين والرؤساء، ولكن عندما يصل الأمر إلى أن يصبح الشارع الكروي هو السيد وهو من يقرر، فمعنى ذلك أن كرتنا ليست بخير، ونوادينا هشة قابلة للانفجار في أية لحظة سواء كانت تلعب من أجل اللقب أو البقاء ضمن حظيرة ما يسمى بدوري المحترفين!
كل هذا يضاف إليه مسلسل الشغب والعنف الذي يبقى متواصلاً، وغياب التواصل ونقص الكفاءات وتردي الأخلاق واعتماد بعض وسائل الإعلام على الإثارة وإشعال الفتن في تغطياتها وتقاريرها الصحفية التي انساقت وراء رؤساء نواد ومدربين ومحللين يمارسون التحايل بدورهم على عشاق الكرة من خلال تصريحاتهم ووعودهم الكاذبة.
حتى أولئك الذين يعتقدون بأن احتدام التنافس على اللقب والبقاء هو دليل على تطور المستوى الفني؛ فإنهم يتحايلون ويكذبون علينا ويغطون على المشاكل الحقيقية التي لاتزال تتخبط فيها الكرة الجزائرية امتدادًا لمشاكل أخرى فكرية وثقافية وفنية وتنظيمية ومادية يعاني منها الوسط الرياضي عمومًا، وتقتضي تغييرات عميقة في الذهنيات والممارسات والأشخاص الذين يحيطون بالرياضة الجزائرية على كل المستويات إذا كنا فعلًا نولي الأهمية للكرة وعشاقها باعتبارها وسيلة ترفيه وتثقيف وتربية وأخلاق قبل أن تكون فوزًا وخسارة وتتويجًا أو سقوطًا إلى الدرجات السفلى.
جيش العرب ضد العرب
الاجتماع الثاني لقيادات أركان "الجيوش" العربية، ينعقد مرة أخرى في غياب قائدة أركاننا! وإنه لنعم الموقف! فالجزائر، على النقائص والنقائض التي تواجهها في شتى المجالات، إلا أنه يمكن القول ـ ولا فخر ـ بأن سياستنا الخارجية لاتزال من أنقى السياسات العربية والعالمية! رسالة الجزائر وموقفها "مشرف جدا"، من محاربة الإرهاب والتطرف إلى جمع شمل الجيران وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وخاصة دول الجوار! ولاسيما عسكريا! فعقيدة الجيش الجزائري لاتزال وفية لمبادئ الثورة الجزائرية وشهدائها، ولا يمكن للجزائر التي حاربت الاستعمار وحافظت على توازناتها الإقليمية أن تمحي بجرة قلم وبجرة جار من مصر أو أية دولة خليجية تريد أن تستعمل الجيوش العربية لأغراضها الشخصية في محاربة الجيران والتدخل السافر في شؤون البلدان المجاورة! هذا ما فعلته في ليبيا ـ وكنا ننتقد الموقف المتلكئ الجزائري من مساندة الثورة على نظام القذافي ـ وهذا ما فعلته في مالي وفي تونس وأيضا دبلوماسية الجزائرية تجاه المغرب وقضية الصحراء الغربية.
نمت على هذا الموقف، لأجد نفسي أنا هو من يمثل الجزائر حكومة وشعبا وجيشا، بصفتي حاملا لرسالة (وليس حامل طائرات!): ورحت أقرأ نص الرسالة (رسالة دكتوراه في 1200 صفحة). بدأت بالقراءة صباحا على التاسعة وأكملت يوم غد على الساعة العاشرة ليلا! (حتى أنه لم يجد أحد وقتا للتدخل! فأرجئ الاجتماع للمرة القادمة). قلت لهم باختصار: لن نشارك في أية قوة تحارب الصديق قبل العدو، وتتحالف مع المحتل الغاصب ضد المغصوب! لن نكون دمية في يد من يضرب الأخ بالأخ، ويساعد العدو على الصديق! وإلا والله لو فعلتموها، لعدتم إلى ما قبل القرن 14، ترعون الجمال في القاهرة والبغال في الظهران والحمير في أبو ظبي والخنازير في الدوحة والماعز في صنعاء! والقنافذ في سيناء والجراد في الرياض.غياب قائدة الأركان للمرة الثانية عن "مشروع جيش السيسي" في مواجهة الجيران الإخوة عوض الجيران الأعداء (إسرائيل)، وعلى رأس هذه المهام، مهمة إخضاع اليمن للمشروع السعودي وليبيا للمشروع المصري وغزة للمشروع الصهيوني، غيابه، يؤكد مرة أخرى حرص الجزائر دولة وشعبا وجيشا على حل القضايا بالحوار وعدم التدخل، خاصة عسكريا، في الشؤون الداخلية للبلدان العربية! فالجزائر، رغم موقفها المؤيد الجماعي ضمن الجامعة العربية لما سمي بعاصفة الحزم في اليمن، لم تشارك في العدوان على الشعب اليمني بأية وسيلة من الوسائل وكانت دوما تدعو إلى حوار جاد وحقيقي بين الفرقاء! فتجربتنا السياسية والأمنية الخاطئة مع "الكل الأمني"، علمتنا أن نكون حذرين من الحل الأمني الذي لا يلد إلا مزيدا من انعدام الأمن!
وأفقت لأجد نفسي واقفا أنشد: قسما!
لــ عمار يزلي
لــ عمار يزلي
Subscribe to:
Posts (Atom)