9
.
بطولة من دون بطل
أمور خطيرة تحدث في كرتنا المسكينة مع نهاية هذا الموسم، اتهامات بين المسؤولين، بيع وشراء في اللقاءات أمام مرأى ومسمع الجميع، عنف بين الأنصار داخل وخارج الملعب، محيط متعفن لم يحرك مشاعر مسؤولينا "المتفرجين".. هذا ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر، قبل أن تقع "الفأس في الرأس" وتتحول اللعبة الأكثر شهرة في بلدنا إلى مهازل جديدة وتعيدنا إلى نقطة الصفر، رغم التألق الكبير لمنتخبنا الوطني في كأس العالم، وتأهل ثلاثة أندية جزائرية إلى دوري المجموعات لرابطة الأبطال الإفريقية.
لا تمر جولة من البطولة المحترفة بقسميها الأول والثاني وحتى في الأقسام الدنيا، خالية من داء مزمن ضرب أنديتنا التي تريد الفوز بنقاط لقاءاتها لتفادي السقوط أو اللعب على اللقب والصعود، لكن بعيدا عن الروح الرياضية التي أصبحت شعارا ننادي به بعد حدوث الكوارث الرياضية في ملاعبنا، التي تغيب فيها أدنى شروط الراحة للأنصار، الذين يجدون أنفسهم طيلة اليوم وتحت حرارة صيفية شديدة يناصرون فريقهم، الذي يقدم عروضا كروية هزيلة وبعيدة كل البعد عن تلك التي يشاهدونها سهرة كل نهاية أسبوع في الملاعب الأوروبية، فلا حديث بين محبي الكرة إلا عن الرشوة التي طالت كرتنا إلى درجة أن المناصر أصبح يعرف نتائج المقابلات قبل أن تلعب، فهل من حلول يا أصحاب القرار..؟ طبعا ليس هناك أي دليل على بيع وشراء المقابلات، والجميع يعرف ذلك بمن فيه من يسيرون كرتنا، لكن لماذا لا يعاقب أي مسير يصرح بأنه باع واشترى وبزنس في كرة القدم، حتى وإن مر على ذلك سنوات عديدة لإعطاء العبرة للمسيرين القادمين للتحلي بالنزاهة.
عندما نعرف حقيقة الكرة الجزائرية وما يجري في كواليسها ومكائد بعض المسيرين، نقر أن بعض الذين نضع ثقتنا فيهم خانوا أمانة الأنصار الذين يتنقلون إلى الملاعب والملايين الذين يتابعون بطولتنا المحترفة عبر شاشة التلفاز، ولم يبق سوى تدخل أعلى السلطات لإيقاف "التعفن الكروي"، الذي سكتنا عنه لسنوات ولم نتحرك لإيجاد حلول له مثلما حدث في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، الذين ضربوا الفساد بقوة حتى وإن مست العقوبة أعرق وأقدم وأشهر الأندية.
تراودني فكرة أظن أنها لن تعجب الكثيرين، وهي إجراء مختلف البطولات الوطنية لمدة قد تصل إلى عشر سنوات دون تحديد البطل ولا الأندية التي تسقط إلى الأقسام الدنيا، لتتمكن كل الفرق من إعادة ترتيب بيوتها واستعمال كل لاعبيها الذين يتخرجون من مدارس النادي بأموال قليلة كتلك التي كان يتقاضاها أكبر وأشهر اللاعبين الجزائريين من عهد خباطو إلى منتخب 82 الذي شرف الجزائر، وتوقيف سياسة جلب اللاعبين التي أضرت بالكرة الجزائرية. ربما يرفض البعض الفكرة لأنها قد تضر بالكرة الجزائرية، خاصة في التمثيل على المستوى القاري، لكن ما جدوى الفوز برابطة الأبطال الإفريقية وكرتنا مريضة، وحتى المنتخب الوطني لا يتضرر لأنه مكون من لاعبين ينشط أغلبهم في مختلف البطولات الأوروبية.. صعب تحقيق ذلك في ظل عالم الاحتراف، الذي دخلته أنديتنا المجبرة حتى تتماشى مع النظام الكروي العالمي، الذي نحن بعيدون عنه كل البعد.
No comments:
Post a Comment