blog spot

Wednesday, July 8, 2015

لاخيرية ..ولا عزة ولا علوّ

عمودان للأستاذ الشيخ محمد الهادي الحسني
****
لاخيرية ..ولا عزة ولا علوّ
بقلم: الأستاذ م.الهادي الحَسَني
وصف الله ـ عز وجل ـ الأمة الإسلامية بقوله: "كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وتؤمنون بالله.."، ومنّ ـ سبحانه وتعالى ـ على المؤمنين بأن وصفهم بصفتين من صفاته، ولله المثل الأعلى، وهما صفة "العلو المطلق" الذي لا شيء فوقه، فقال للرسول الكريم ـ عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ـ "سبح اسم ربك الأعلى"، وكان يجب على المؤمنين الحقيقيين أن يكونوا كما قال سبحانه وتعالى: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين".
ومن صفات الله ـ عز وجل ـ "العزة"، "فلله العزة جميعا"، و"إن العزة لله جميعا". وقد شرف الله ـ سبحانه وتعالى ـ المؤمنين عندما ذكرهم معه ـ سبحانه وتعالى ـ ومع رسوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ في قوله ـ عز وجل ـ "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين".
إن هذه الأوصاف من خيرية، وعلو، وعزة لا وجود لها في عصرنا هذا في المؤمنين، نعم قد نجدها في آحاد المؤمنين هنا وهناك، إذ "الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة" كما قال الناطق بغير هوى ـ عليه الصلاة والسلام ـ
إن الجزاء في الآخرة فردي كما قضى الله ـ عز وجل ـ إذ كلّ إلا آتي الرحمان فردا، ولكن الجزاء في الدنيا يكون جماعيا، "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة". وقد نبه سيدنا أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ إلى أن بعض المسلمين يفهمون فهما خاطئا قوله تعالى"لايضركم من ضل إذا اهتديتم"، فأقسم بأنه سمع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول مامؤدّاه: والله لتأمرنّ بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليّسلطنّ الله عليكم شراركم، فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم..ألسنا نعيش ـ نحن المسلمين ـ في هذا العصر هذه الحال؟
إننا نحن المسلمين اليوم أكثر الأمم انحطاطا، وأكثر الأمم ذلة ومهانة...
فالأمر الأول الذي أمر الله ـ عز وجل ـ به في أول آية أنزلها من كتابه الحكيم هو قوله "اقرأ باسم ربك.."، ولسائل أن يسأل ويتأمل عن حظ الأمة الإسلامية في العلم.. وكذلك العمل والعدل... لقد اتخذنا نحن المسلمين القرآن العظيم عضين، نؤمن ببعض، ولا نؤمن ببعض، ونطيع الله في بعض الأمر، ولا نطيعه في بعض الأمة، وسنبقى على هذه الحال حتى نأخذ القرآن كله بقوة، ويتجسد كله في كلامنا وأفعالنا، وإلا فلسنا على شيء، وما ظلمنا الله، ولكن ظلمنا أنفسنا.

No comments:

Post a Comment