blog spot

Saturday, September 5, 2015

مذكرات الطاهر زبيري تحوي شهادات مزيفة ..

مير منصوري

عنـــ الشروق

كشف المجاهد طاهر بوشامي العديد من الحقائق المثيرة التي تخص الرئيسين الراحلين هوراي بومدين وأحمد بن بلة، في آخر حلقة من الحوار الذي خص به "الشروق اليومي"، حيث قال، أن بومدين كان رجلا وطنيا أكثر مما يتصوره عقل الإنسان، وكان يتمنى أن تصبح الجزائر من الدول المتحضرة، حيث قال ذات مرة بومدين للجيش بعد الإستقلال مباشرة، أنه لن يفرح إلا وهو يشاهد الجزائر تصنع الأسلحة النووية وتخصب اليورانيوم، وهو المشروع الذي كان يحضره في رأسه، كما كشف المجاهد الطاهر بوشامي، أن أمنية أحمد بن بلة، هي إخراج الجزائر من دول العالم الثالث، وكانت له العديد من الأمنيات، لكن لم يبح بها لأي شخص وحتى أنا الذي كنت حارسه الخاص في سجن الصومعة، لأنه كان لا يثق في كثيرا، خوفا من فبركة كلامه.
كما أشار المجاهد، ان بعض المذكرات التي صدرت مؤخرا عن الثورة التحريرية غير صحيحة، في إشارة منه إلى مذكرة الطاهر زبيري التي قال أنها توجد فيها العديد من الشهادات مفبركة، خاصة في حكاية ليلة الإنقلاب على الرئيس بن بلة.                                                                                          

نبدأ من نهاية كلامنا في الحلقة السابقة عن حرب الرمال، كيف انتهت هذه الحرب مع المغرب؟  
كما قلت لك في الحلقة السابقة، أن الزعيم الكوبي فيدال كاسترو، جنب الجزائر خسائر بشرية فادحة بعد أن أرسل باخرة محملة بمختلف الأسلحة الحربية، وهي الأسلحة التي حاربنا بها الجيش المغربي، واستمرت المواجهات بيننا إلى غاية إعلان الهدنة، وفي تلك الليلة أمرنا بومدين بالدخول إلى التراب المغربي، وهو ما حصل فعلا، حيث ولجنا إلى مدينة وجدة المغربية، وقتلنا العديد من الجنود المغربيين، إنتقاما منهم على ما فعلوه في جيشنا عندما كنا نعاني من نقص في الأسلحة.      

بحكم معرفتك لهوراي بومدين، ماذا كانت أمنيته؟  
هوراي بومدين كان بطلا حقيقيا، وللأمانة انه كان وطنيا لدرجة لا يتصورها عقل الإنسان، وكان يتمنى أن تصبح الجزائر من الدول المتحضرة، حيث قال ذات مرة بومدين للجيش بعد الإستقلال مباشرة، أنه لن يفرح إلا وهو يشاهد الجزائر تصنع الأسلحة النووية وتخصب اليورانيوم، وهو المشروع الذي كان يحضره في رأسه، لكنه لم ير النور.     

وما هي أمنية الراحل أحمد بن بلة؟  
أمنية بن بلة هي إخراج الجزائر من دول العالم الثالث، وكانت له العديد من الأمنيات، لكن لم يبح بها لأي شخص، وحتى أنا الذي كنت حارسه الخاص في سجن الصومعة، لأنه كان لا يثق فيّ كثيرا، خوفا من فبركة كلامه.          

قلت أن بومدين كان يزور بن بلة في السجن كل ليلة، هل يأتيه بشيء، مثل الكتب أو المأكولات؟      
فعلا، بومدين لن تمر ليلة دون أن لا يزور بن بلة في سجن الصومعة، لكن لم أر يوما أنه دخل إلى بن بلة وشيء في يده، حيث كان يواجهه بالكلام الجارح والتوبيخات.     

ماذا كانت هواية بن بلة في السجن؟  
هواية بن بلة في سجن الصومعة، كانت قراءة القرآن فقط، بالرغم انه كان يحن لممارسة هوايته المفضلة وهي الملاكمة، وبعد نقله إلى سجن سيدي لكبير بالبليدة، كون العديد من فرق كرة القدم تضم ضباطا وجنودا، وكانوا يلعبون كل أمسية مبارة في الملعب داخل السجن، وبعدها تم نقله إلى سجن زرالدة، أين كان بلة يقضي كل يومياته في فصل الصيف على شاطئ البحر، وللأمانة أن بومدين أمر قيادة الجيش بمعاملة بن بلة على أنه رئيس مخلوع وليس سجينا عاديا.

ما هي المواقف والقرارات التي اتخذها بومدين وأثرت فيك؟  
أقول لك أن بومدين بالرغم من انه إنسان عادي وليس نبيا، لكن قراراته ومواقفه، تجعل عيناك تذرف الدموع دون أن تحس بها، والموقف الذي أثر فيّ كثيرا، هو قبل مباراة الجزائر وفرنسا في الألعاب المتوسطية التي جرت في ملعب 5 جويلية سنة 1975، حيث نزل بومدين إلى غرف تغيير الملابس، وقال للاعبين، أنه من الأعراف والتقاليد أن الفريق الفائز سوف يرفع علم بلده، كما قال لهم عبارة أخرى، أنه ليس من العدل أننا أنزلنا العلم الفرنسي في 62 والآن نرفعه؟ وهي الرسالة التي فهمما اللاعبون الجزائريون جيدا وفازوا على الفريق الفرنسي بنتيجة ثلاثة أهداف  مقابل هدفين، وليرفرف بعد نهاية المباراة العلم الجزائري عاليا في سماء ملعب 5 جويلية. كما يوجد موقفان آخران أثرا في كثيرا؟.

ممكن أن تذكرهما؟   
هذا الموقف الذي كنت حاضرا فيه، حصل بعد الإستقلال مباشرة، عندما دعا الرئيس الفرنسي هواري بومدين لزيارة بلده، لكن بومدين رفض العرض مباشرة، ورد عليه بنبرة غاضبة، كيف أزور دولة فرنسا ودم الشعب الجزائري لايزال يسيل والجرح لم يلتئم بعد.

وما هو الموقف الثاني؟ 
عندما أعطى الرئيس هواري بومدين شيكا أبيض للرئيس الروسي مقابل تزويد سوريا بالسلاح الهجومي وليس الدفاعي.       

هل اطلعت على شهادات المجاهدين في وسائل الإعلام، هل كلها صحيحة؟ 
هذا السؤال الذي كنت أود أن تطرحه عليّ، لأنه عندي الكثير من الحقائق التي تخص هذه الشهادات والمذكرات التي صدرت مؤخرا، والتي أقول بخصوصها وأنا مسؤول على كلامي أنها شهادات معظمها مفبركة وغير صحيحة.

من تقصد؟ 
قلت لك مذكرة، وليس مذكرات، وهي للمجاهد الطاهر زبيري الذي قال في مذكرته، أنه هو من أتى ببن بلة من فيلا جولي إلى ثكنة علي خوجة، والصحيح، أن الجيش هو الذي أتى به بأمر من هوراي بومدين.

وما هي الشهادات الأخرى غير الصحيحة؟ 
ذات مرة سمعت بن بلة في حوار تيلفزيوني قبل وفاته، يقول أن أصحابه هم من نصبوه رئيسا للجزائر، والحقيقة أن الجيش هو من نصبه، لأن في ذلك الوقت الجيش كان الآمر الناهي في البلاد.

ماذا تقول عن الشهادات الأخرى للمجاهدين؟ 
أقول لك والأسف، أن بعض المجاهدين أدلوا بشهادات عن بعض المعارك التي وقعت بين الجيش الجزائري والفرنسي لم يشاركوا فيها، بل سمعوا بها فقط.

ما هو طلبك لوزارة المجاهدين؟ 
طلبي لوزارة المجاهدين، ان يكتبوا تاريخ الثورة الجزائرية على لسان مجاهدين شاركوا فعلا في الثورة، وليس سمعوا بها فقط، لأنه ربما يكونون مجاهدين مزيفين، كما يجب على الوزراة أن تطلب من هؤلاء المجاهدين خلال سماعها لشهاداتهم بأن يأتوا بشهود كانوا حاضريين معهم في المعارك حتى تتأكد من صحة كلاهم، لأنه أمر خطير أن تخطأ في كتابة تاريخ الدولة.  
         
 
هل المجاهد في رأيك أخذ حقوقه؟  
للأسف مرة أخرى، المجاهدون الحقيقيون لم ينالوا حقوقهم كما نال الذين شاركوا في الثورة بعض الشهور فقط، حيث أقول لك، ان الذي تم تجنيده سنة 1961 يتحصل على رواتب أكثر من الذين تم تجنيدهم سنة 1959. وهنا أريد أن أضيف لك أمرا آخر؟

تفضل  ..    
بعض المجاهدين الحقيقيين فارقوا الحياة، دون أن يسمعهم أحد أو يتحصلوا على مكافئة من الدولة، كما حصل مع مجاهد رحمه الله توفي سنة 1990، يقطن في مدينة عين عباسة بسطيف، حيث شارك هذا المجاهد المسمى الطيب بوعجاجة في الحرب العالمية الأولى وفي حرب التحرير وكذا في حرب الرمال مع المغرب، وفي تلك الحرب سقط في بعض المعارك على الحدود المغربية الجزائرية، ومرت على جسده دبابة مغربية، ونقل على إثرها إلى المستشفى بالرباط المغربية ومكث هناك مدة عام في قاعة الإنعاش، قبل أن ينقل إلى الجزائر من طرف عائلته، ولا أحد سأل عن حالته الصحية إلى أن فارق الحياة، بالرغم أنه لا يوجد أي ضابط شارك في الثورة التحريرية الجزائرية إلا ويعرفه.  

No comments:

Post a Comment