blog spot

Saturday, December 19, 2015

جنون الأخونة: من المطربة شيرين الى المطرب ايهاب توفيقّ

جنون الأخونة: من المطربة شيرين الى المطرب ايهاب توفيقّ

 

 


مفتاح سحنون

في مصر، طُرد المطرب إيهاب توفيق من طرف الجمهور  بسبب غناءه لهم “تسلم الأيادي” وهتفوا “رابعة رابعة “ردًا عليه،  وكانت قبل ذلك المطربة شيرين تعرضت لنفس الموقف بعدما هتفت بحياة الفريق السيسي خلال حفلة غنائية  بالمغرب في الصائفة الماضية، أين ردّ عليها الجمهور المغربي الذي حضر الحفل  بالهتاف لمرسي كرد على تحيّتها للفريق السيسي..

في الواقعة الثانية، اتّهمت الصحف المصرية إخوان المغرب بالتسبّب في الإساءة للفنانة وللفريق السيسي،  فالصحف والمواقع المصرية حينها اتهمت جماعة العدل والإحسان المحسوبة على جماعة الإخوان بدسّ عناصرها بين جمهور مدينة تطوان الذي حضر الحفلة.. !؟

ولكم أن تتخيلوا “إخوانيًا” يحضر حفلة شيرين عبد الوهاب و إيهاب توفيق  في الصفوف الأولى..! الإخواني الذي يتهمه الإعلام  المصري  بالتزمت ومحاربة الفن وانعدام الذوق .. يضعه  نفس الإعلام في الصفوف الأولى للاستمتاع  والرقص على إيقاع إبداعات شيرين عبد الوهاب  وإيهاب توفيق ولما لا روبي وهيفاء وهبي …. !؟

“الاخواني” يمكن أن تجده في كل مكان، يمكن أن تجده في مسجد كما يمكن أن تجده في ماخور ليلي أو حفل راقص.. وفي أي زمان، ولقد رأينا مذيعًا مصريًا يزعم أن الإخوان هم سبب سقوط الأندلس…؟!

عندما حدثت واقعة اغتصاب الفتيات في ميدان التحرير، لم يجد الإعلام الموتور لكي يغطي على فضيحة سيطرة البلطجية والمنحرفين على ميدان التحرير.. إلا أن يدّعي أن الإخوان هم من اغتصبوا الفتيات حتى يشوهوا الثوار …؟؟

لقد أصيب الإعلام المصري بالهوس ومعه كثير من النخب المحسوبة على التيارات المناوئة للتيار الإسلامي..لقد أصيب الجميع بداء “جنون الأخونة”  الذي جعل كل من يرفض الانقلاب العسكري ويقرّ بمظلومية الإخوان والتيار الإسلامي أو يرفض استخدام العنف ضد أنصار مرسي أو   يتبنى  وجهة نطر أنصار الشرعية ..صار خروفا من خرفان  الإخوان على حد تعبير الإعلام المهووس .. ؟!

لذا لا تستغرب أن تسمع في الإعلام المصري بأن شقيق أوباما من الإخوان،وأن محمد البرادعي عضو مكتب إرشاد الإخوان، وأن أردوغان هو قائد التنظيم الدولي للإخوان ..؟!

 

كل من عارض ويعارض الانقلاب هو من  الإخوان، حتى وان كان هذا الشخص اتجاهه السياسي مصادم لفكر الإخوان أو خصم سياسي لهم،  يمكن أن تُتهم “بالاخوانية ” وإن لم  تقم لله ركعة في حياتك بل حتى وإن كنت  مسيحيا ..لا يهم أن تكون حشاشا أو من رواد الكباريهات والمواخير والعلب الليلية ..فرفضك للقتل وسفك الدماء يجعلك إخوانيا خالصا، وقد شاهدنا رواد حفلة شيرين و إيهاب توفيق يلعنون السيسي ويمجدون مرسي فهم بمقتضى زبانية السيسي إخوان أيضا .. ؟!

لقد درج الانقلابيون بمعية أذرعهم الإعلامية على وسم  كل من رفض الانقلاب العسكري في مصر ودافع عن الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي بالاخوانية واتهامهم بالانتماء لجماعة الإخوان والعضوية في التنظيم الدولي لجماعة الإخوان ..فما السبب يا ترى ؟؟

الواقع أن هذا الرهط من البشر المتشبع بأيدلوجية الإقصاء والفكر الأحادي الشمولي والقادم من عهد الحزب الواحد والفكر الأوحد جعلهم يغرقون في نوع من التماهي بين المبادئ الكلية التي لا تتجزأ مع أفكارهم التي يعتنقونها،  يصطنعون تماهيا بين الأوطان التي ليست حكرا على أحد مع الأنظمة والشخصيات التي يقدسونها،  لذا لا يفرقون  بين الدفاع عن الأشخاص والدفاع عن المبادئ، هذا الأمر لم يمكنهم من استيعاب فكرة رفض الانقلاب العسكري أيًا كان منفذه، وتحت أي مسمى، وضد أي فصيل ..

التعصب الأعمى  للرأي وللفكرة وللانتماء الحزبي الأيدلوجي والمناكفة السياسية تصيب المرء بعدم الاتزان وغياب العدالة والإنصاف مع المخالف للرأي،هذه الأمور تولّد قصورا في النظر ومحدودية في التصور وضيقا في الأفق..  

الانقلاب العسكري في أي  بلد في العالم يسمى انقلابا عسكريا ولا توصيف آخر له، ولا يمكن أن يكون ثورة، وفضّ الاعتصام السلمي بالقوة، لا يمكن إلا أن يسمى عنفا و دموية و انتهاكا لحقوق الإنسان، ولا يمسح هذا العار جعل هذه الوحشية  تحت يافطة الحرب على الإرهاب ..

 

الدفاع عن محمد مرسي هو دفاع عن مبدأ الديمقراطية الوليدة في مصر وباقي الأوطان العربية  وليس دفاعا عن محمد مرسي كشخص، هو دفاع عن حقوق الشعوب في اختيار من يمثلها وعدم مصادرة إرادتها، دفاع عن مبدأ التداول السلمي على السلطة وأن من جاء بالصندوق لا يذهب إلا بالصندوق،  وإدانة العنف الممارس ضد معارضي الانقلاب هي رفض لأي عنف يستخدم ضد صاحب الرأي أيًا كان صاحبه، فالرأي لا يواجه إلا بالرأي، هذا الرفض هو رفض لأي تبرير قد يقدم لسفك مزيد الدماء من الناحية المبدئية ..

لم يفهم القوم أن معارضة الانقلاب العسكري في مصر ليست  هي معارضة موجهة بالأساس  للسيسي أو للقوات المسلحة ولا هي موجهة للتيارات والمؤسسات  التي تمسح بها الانقلابيون وتمسحت بهم.. كالمؤسسة العسكرية و الأزهر والكنيسة،ولا هي موجهة إلى التيارات اليسارية والليبرالية، معارضة منشئها الرئيس التحفظ  على طريقة عزل رئيس منتخب بطريقة شرعية بوسائل الإكراه بغض النظر عن ماهية المنقلب عليه وماهية أدائه السياسي، فلو قامت المؤسسة العسكرية بالانقلاب لصالح الإخوان ضد التيار الليبرالي وضد اليسار  لرفضنا الأمر وبنفس الطريقة والقوة لأن المبادئ لا تتجزأ والحق لا يجامل أحدا..

 

 

لقد ظلت “أكذوبة الأخونة” عمدة معارضي الرئيس مرسي طوال السنة الوحيدة التي حكم فيها  وملئوا الدنيا صياحا ونباحا ضد ما أسموه بأخونة مرسي لمؤسسات الدولة وزرعه لأتباعه من أهله وعشيرته في مفاصل الدولة، بل زعموا حينها  أن الفريق السيسي إخوان.. ! لذلك عيّنه مرسي خليفة للمشير طنطاوي على رأس وزارة الدفاع، وأن محمد إبراهيم وزير الداخلية ” خلية اخوانية نايمة ” لذلك عيّنه مرسي خلفا  للوزير السابق أحمد جمال الدين الذي رفض أن ينفذ تعليمات مكتب الإرشاد خلال أحداث قصر الاتحادية بحسب زعمهم ، وكذلك قالوا عن “حاتم بجاتو” عضو المحكمة الدستورية العليا بعدما عيّنه مرسي وزيرا في حكومة هشام قنديل، قالوا أن مرسي اختطف الدولة و أخوّن الجيش والداخلية والإعلام والقضاء والحال أن جميع هذه المؤسسات هي من دبرت ورعت وأشرفت على الانقلاب، و لقد ثبت بالدليل وبالتحديد في يوم 3 يوليو  أن جميع هذه المؤسسات كانت تعمل ضد الرئيس مرسي، وكانت خارج نطاق السيطرة، بدليل أن السيسي- الاخواني السابق بمقتضى ادعاءات الإعلام المضلل – كان هو رأس حربة الانقلاب،  وأن الداخلية المتأخونة  كانت الذراع الأمنية للانقلاب، وسارعت لتشميع فضائيات الإخوان ولاعتقال القيادات الإسلامية وكل من عارض الانقلاب  بسرعة البرق،  وقد رأينا بشاعة أدائها عندما فضت اعتصامي  رابعة والنهضة، وكيف أنها  تقاعست طيلة عام كامل وتركت المواطن تحت رحمة البلطجية واللصوصية حتى تُعاظم الشعور بالنقمة اتجاه حكم الإخوان، وتغاضت عن غلق ميدان التحرير طيلة عام كامل وجعله تحت سيطرة بضعة متظاهرين مأجورين،  الإعلام المُؤَخون من طرف مرسي بدوره ظل طيلة عام كامل يشيّطن في التيار الإسلامي وفي الرئيس مرسي  وفي التمهيد لثورة 30 يونيو المزعومة، وأتم دوره على أكمل وجه بعد الإطاحة بالرئيس مرسي ..

القضاء الذي قيل أنه تعرض لعملية الأخونة كان شريكا رئيسيا في الانقلاب، وليس أدل على ذلك من تنصيب أبرز رموزه وقياداته كرئيس مؤقت (عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية) القضاء الذي كان طيلة فترة حكم الرئيس مرسي أحد معالم الثورة المضادة من خلال أحكام البراءة التي أصدرها في حق المجرمين وقطاع الطرق والبلطجية،  مما خلق جوًا من الفوضى وكرس  سياسة اللاعقاب  التي  أدت إلى تفاقم الجريمة، هو نفس القضاء الموجّه المسيّس الذي يخدم أجندة النظام السابق كان سببا في تبرئة ساحة رموز النظام السابق،  وحلّ المؤسسات المنتخبة( حلّ مجلس الشعب ورفض قرار مرسي بإعادته، حلَّ اللجنة التأسيسية الأولى وتربص بالثانية وبمجلس الشورى لولا الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي الذي حصنهما من الحل  )  وتباطأ  في  إقرار قانون انتخاب مجلس الشعب الذي رفضته المحكمة الدستورية في المرة الأولى  والذي أرسله مجلس الشورى وهذا  حتى يُعوّق عملية بناء المؤسسات الديمقراطية، وعُزل مرسي والقانون لا يزال إلى الآن عند المحكمة الدستورية، وحتى يعطي للانقلابين مزيدا من الوقت  ليسيروا في مخططهم للانقضاض على الإرادة الشعبية، القضاء الذي لم يدن قاتلي الثوار وناهبي الأموال ومفسدي السياسة في عهد مرسي سارع إلى إدانة طلاب الأزهر والحكم عليهم ب17 سنة سجنا  لمجرد أنهم  تظاهروا ضد الانقلاب ورموزه ..؟! هل رأيتم الأخونة على أصولها ..؟؟

No comments:

Post a Comment