blog spot

Wednesday, December 9, 2015

نافذة لتجديد ألم الغزيين فتح معبر رفح بالقطارة



بالكاد تخطو الحاجة أم نزار على عكازها متجهةً إلى حافلة المسافرين في الصالة الخارجية لمعبر رفح البري، لتنتهي رحلة انتظارها التي امتدت منذ شهر جوان المنصرم، وتبدأ مسيرة العلاج في أحد المستشفيات المصرية، فيما علت أصوات مئات المواطنين في غزة من أصحاب الحالات الإنسانية احتجاجا على بطء آلية السفر في معبر رفح.

على بوابة المعبر، أينما وليت وجهك رأيت وجه مريض يطلب العلاج من الأشقاء المصريين، أو طالب علم فاته قطار الفصل الدراسي في إحدى الجامعات الخارجية، وفي ركنٍ بالمكان تجلس عائلة انقطعت بها السبل بعد أن قدمت إلى غزة لقضاء الإجازة الصيفية.


عشرات الأصوات الفلسطينية والدولية ناشدت ضرورة فتح معبر رفح المغلق منذ 105 يوم، والخميس الفائت استجابت السلطات المصرية وقررت فتحه استثنائيا لمدة 48 ساعة؛ لسفر الحالات الإنسانية وعودة العالقين، فيما أعادت إغلاقه مساء الجمعة الماضي حتى إشعار آخر.

المريضة الستينية أم أحمد قالت إن حالتها المرضية ازدادت سوءا خلال الأسابيع الماضية، ولم تعد المسكنات تجدي نفعا، فيما ملّت من الطواف على أبواب وزارة الصحة للحصول على تحويلة طبية إلى مستشفيات الضفة أو الداخل المحتل.

وأضافت: “انتظرنا كثيرًا ليفتح المعبر، وإن شاء الله أتمكن من الوصول إلى المستشفى في القاهرة بأقرب وقت لإجراء الفحوصات الطبية”.

سعيدة هي الحاجة أم خالد لتمكنها من مغادرة بوابة معبر رفح لتلقي العلاج، إلا أن القلق ينبعث من وجنتيها، ليس على حبيبٍ قد تركته هنا، أو خوف من طريق السفر، لكن ما تفكر به حاليا سؤال واحد “متى سيفتح المعبر مجددا كي أعود إلى غزة”.

الطالب عبد الله زهد الذي فاته فصل دراسي كامل بسبب تأخره عن السفر، قال: “فقدت الفصل الدراسي الأول بجامعتي في تركيا، وعلى ما يبدو فإني مضطر للانتظار حتى العام الدراسي الجديد”.

وفي حكاية ألم أخرى، جلست الألمانية “يوريا” تطعم أطفالها الثلاثة تحت مظلة قماشية بعيدا عن صخب المناداة على أسماء المسافرين، وشكاوى المواطنين أمام شاشات الكاميرات العالمية، ترجم لنا زوجها ما قالته “إن الحياة هنا لا تليق بأهل غزة”.

من جهته، أشار إياد البزم، المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، إلى وجود آلاف المحتاجين للسفر في قطاع غزة من فئات المرضى والطلبة وأصحاب الإقامات في الخارج، فيما بلغ عددهم الإجمالي 25 ألف مواطن، داعيا السلطات المصرية إلى ضرورة فتح المعبر لأيام أخرى ليتمكن أكبر عدد ممكن من المحتاجين للسفر من مغادرة غزة.

ويعد معبر رفح المنفذ البري الوحيد لأهالي غزة على العالم الخارجي، وهو مغلق منذ أكثر من تسعين يوماً، في حين تم إغلاقه منذ بداية العام الجاري لأكثر من 300 يوم ولم يُفتح سوى 19 يوماً استثنائياً على فترات متفرقة.

No comments:

Post a Comment