blog spot

Wednesday, December 16, 2015

سعداني يغرد خارج سرب الرئاسة والجيش


مؤسسات الدولة تتمسك بـ"موقفها الثابت من الصحراء الغربية"
سعداني يغرد خارج سرب الرئاسة والجيش





 تمايز بشكل واضح موقف رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش، بخصوص الصحراء الغربية، عن ذلك الذي أبداه أمين عام جبهة التحرير الوطني. وفي وقت تتمسك مؤسستا الرئاسة والجيش بموقف ثابت من هذه القضية، قال عمار سعداني، الذي يتحدث باسم الأغلبية في البرلمان والحكومة، إن لديه رأيه فيها “لو قاله لأخرج الشعب إلى الشارع”.

رغم أن الحظ حالف كثيرا تدخلاته السياسية في الفترة الأخيرة، فلم يوفق عمار سعداني في تسجيل أي تراجع في موقف السلطات الرسمية من قضية الصحراء الغربية، أو العلاقات مع الجار المغربي بصفة عامة، إذ لا تزال كل المؤسسات الرسمية تحتفظ بنفس الموقف المؤيد لتحرر الصحراء الغربية والرافض لفتح الحدود. ومع أن سعداني ترك يقول ما يشاء حول قائد المخابرات السابق، الجنرال توفيق، حتى وهو في منصبه، ووجه له اتهامات ثقيلة لم يقابلها أي رد من المؤسسات الرسمية التي بدت وكأنها مؤيدة لما يقول، إلا أن الجواب حول قضية الصحراء الغربية جاء سريعا وعلى كل المستويات في الدولة، بدءا من رئاسة الجمهورية إلى وزارتي الخارجية والداخلية وأخيرا مؤسسة الجيش.

وبعد أيام فقط من تصريحات الأمين العام للأفالان، التي طبعها لبس كبير حول حقيقة موقفه من الصحراء الغربية، خاصة أنه يمثل الحزب الجهاز الذي كان يحرص دائما على التماهي التام مع كل المواقف الرسمية للدولة، ظهر رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، على التلفزيون الجزائري، وهو يستقبل الرئيس الصحراوي، محمد عبد العزيز، رغم أوضاعه الصحية الصعبة، وأتبع اللقاء ببيان يشدد على موقف الجزائر الثابت في دعم تحرر وكفاح الشعب الصحراوي.

كما خرجت وزارة الخارجية عن صمتها في القضية، وصدر عنها بيان يشدد هو الآخر على موقف الجزائر الثابت من هذا الملف، وكان مسؤولون سامون في وزارة الخارجية يشددون في تصريحاتهم الخاصة والجانبية مع الصحفيين، للتأكيد على أن الجزائر لم تراجع أبدا موقفها، مثلما كانت تسوق لذلك مواقع مغربية التقطت بتفاعل كبير تصريحات أمين عام الأفالان، وذكرت بأنها موقف “الحزب الحاكم” في الجزائر. وفي تلك الفترة، ندد عبد الرحمن بلعياط، قائد الجناح المناوئ لسعداني في الحزب العتيد، بتصريحات الأخير، واعتبرها خروجا عن خط الحزب الثابت في القضية، بينما التزم مسؤولو الحزب في المكتب السياسي الصمت المطبق في القضية، كما لو أن الأمين العام للأفالان قد أحرجهم كثيرا بموقفه. ومعلوم أن سعداني وقت ترؤسه للمجلس الشعبي الوطني (2004-2007)، لم يستقبل أبدا وفدا للصحراء الغربية، ما يعني أن له رأيا في القضية قد يكون شخصيا ربما.

ويأتي توضيح المؤسسة العسكرية الذي أعلن عنه أمس، في افتتاحية مجلة “الجيش”، منسجما مع باقي مؤسسات الدولة ورافعا للبس المثار حول قضية الصحراء الغربية، خاصة أن تصريحات سعداني بهذا الخصوص جاءت في سياق هجومه الشديد على جهاز المخابرات الذي يصفه بالدولة الموازية، ما أعطى الانطباع بأن موقف الجزائر من الصحراء الغربية كان موقفا صنعه جناح في السلطة (جنرالات المخابرات)، ولا يعبر عن موقف الدولة الجزائرية

No comments:

Post a Comment