blog spot

Saturday, December 19, 2015

شكرا يا فضيل ....



شكرا يا فضيل

يكتبها: سعد بوعقبة


قد تتهمني بعدم الاجتهاد وعدم القراءة بين السطور، ولكن كتاباتك الأخيرة تملؤها كثير من التحليلات العامة، فمرة تتحدث عن “الهوشة” بين أصحاب زرالدة وأصحاب بن عكنون، وأحيانا ترجع بنا إلى التاريخ وتتحدث عن جماعة تلمسان وجماعة تيزي وزو، ومؤخرا تتحدث عن جماعة ثالثة تكونت من وراء هذا الصراع تحت مؤشر جماعة 19 – 4، وترجعنا أحيانا لجماعة المال الفاسد، وآخر ما عقَّد الأمور وجعلك أكثر غموضا عليَّ كمتتبع بسيط، تعاطفُك القريب لما يحدث لجماعة بن عكنون.. فهل هي محاولة لحماية نفسك من الهزات الارتدادية الآتية؟
فضيل فضيل – الجزائر
1- لا، أنت (جد مجتهد) وقد فهمتني (صح) وخاصة في الجملة الأخيرة، فأنا أريد حماية نفسي من الهزات الارتدادية بتعاطفي مع جماعة بن عكنون وهم يتعرضون لسياط سعداني وطليبة.. إنه حقا فهم غريب منك.
2- لو تتبعت مساري المهني لتأكدت أنني دائما أدافع عن المظلومين عندما يغادرون السلطة ويصبحون عرضة لسهام من يسوى ولا ما يسوى من شبه رجال السلطة وشبه إعلام السلطة الذي يمارسه أشباه الإعلاميين. أنا مشكلتي مع من هم في السلطة ويمارسون المظالم باسم السلطة وهم في المسؤولية، أما عندما يغادرونها فقضيتهم تصبح قضية عدالة وقضية تاريخ وليست قضية صحافة.
3- لكن أشباه الإعلاميين يسكتون على هؤلاء عندما يكونون في السلطة ويمارسون المناكير باسمها. بل ويُزين لهم أشباه الإعلاميين ما يفعلون. وعندما يغادرون السلطة يهاجمونهم بالطريقة التي يفعلونها اليوم.
4- من العار على أي إعلامي يحترم نفسه أن ينحاز إلى طرف من الأطراف المتصارعة الآن حول السلطة بواسطة سلطة (D.R.S) أو سلطة المال الفاسد.! لأن المال الفاسد الذي يهاجم جماعة (D.R.S) اليوم هو في الواقع صنيعة من صنائع (D.R.S) بالأمس.. فيا فضيل الذكي اسأل من صنع سعداني ومن صنع طليبة بالأمس.. وأنا لا أتعاطف مع أي منهما في هذه “الهوشة”، بل أضعهما في سلة واحدة.. وأسعى لأن تتجاوزهما البلاد سالمة غانمة.
لكن ما قد يبدو علي من تعاطف مع جماعة (D.R.S) مرده إشفاقي عليهم وهم يُذبحون بنفس الموس” الذي شحذوه قبل 15 سنة وذبحوا به الدولة الجزائرية الحديثة؟! هل كان متصورا أن يأتي اليوم الذي يقوم فيه سعداني ومن معه بذبح توفيق وجماعته بالموس الذي أعطاهم إياه هو قبل 15 سنة؟! مالا وسلطة؟!
الغريب ليس عزل بوتفليقة لتوفيق، بل ترك أمثال سعداني وطليبة ينهشون عرضه بهذه الطريقة البائسة، تماما مثلما تآمر توفيق على المرحوم مهري وأبعده من الأفالان بأمثال بوقطاية وبلعياط وعبد الحاج وحجار وأهانه تلك الإهانة المؤسفة.. ولعل التاريخ ينتقم لمهري وهو في قبره من هؤلاء الذين أهانوه بما لا يتصوره عقل إنسان.

No comments:

Post a Comment