blog spot

Saturday, April 30, 2016

يتركون الفرائض والأذكار ويتبركون بالشفاء في قارورات الماء!

إنتشار ظاهرة الرقية في مجتمعنا

يتركون الفرائض والأذكار ويتبركون بالشفاء في قارورات الماء!


على غرار انتشار المقاهي ومحلات الأكل الخفيف في مجتمعنا، تبعتها اليوم محلات الرقية الشرعية، التي تنافسها في التواجد عبر كل الأحياء، آيات من القرآن الكريم، تقرأ على قارورات من المياه أو العسل، مقابل الحصول على مبلغ مالي مقدم من قبل المرقي، اختلفت الآراء بين الناس والأئمة في شرعيتها أو النهي عنها، لأن الرقية لا تتطلب الاستعانة بأحد الأشخاص، لكن هي تتطلب الالتزام بالفرائض والسنن والأذكار اليومية على اختلافها، على حد تعبير الكثير من الأئمة.
هوس العين والسحر يدفع الأفراد إلى التدافع على أبواب هذه المحلات
من منا، لم يحدثه بعض من الأشخاص على أنه مصاب بسحر قديم، أو عين مسته، فتهدم كل ما يقوم به، ترى الناس اليوم يتعوذون من كل صغيرة وكبيرة وعلى كل نعمة أنعمها الله عليهم خوفا من العين الهدامة والحسد، لأنه حق، وهذا ما يدفع بالكثير من الأشخاص إلى إتباع سبل الرقية الشرعية من أجل دفع الضرر والتحصن من كل شر من أنسه وجنه على حد سواء، لذا تراهم اليوم يتسابقون إلى الرقاة الشرعيين، بل يختارون ويفضلون بينهم، يصل الحال بالكثير من الأفراد إلى التنقل مسافات كثيرة بين القرى والمدن، لأن الراقي الفلاني يشفي من الضرر الكثير من العلل أحسن من غيره على حد قولهم.
 الأئمة ينادون "حصّنوا أنفسكم بإقامة الفرائض وحافظوا على الأذكار قبل قارورات الماء والعسل"
  يشتكي الكثير من الأئمة اليوم من أن مقصوراتهم تزدحم بالكثير من قارورات الماء والعسل، من أجل طلب الشفاء والتحصن بها من كل مس وهذا عن طريق رقيتها، وهو الأمر الذي يستغربه الكثير منهم، بحيث أن العديد من الأفراد لا يقومون بصلاتهم على أكمل وجه لا في جماعة ولا فرادى، ثم يلتمسون الشفاء من ضيق الصدور والحزن من خلال طلب هذه الرقية منهم، بل التزاحم على مثل هذه المحلات التي أصبحت اليوم كعيادة طبية يلتمس فيه الشفاء من كلا الجنسين على حد سواء.
 قلوب صدئة وطبع عليها...تريد الصفاء بالقليل من الماء في قارورات 
لقد شرع الله عز وجل الكثير من السبل التي تجعل الفرد في تحصن دائم من كل ضرر ظاهره وباطنه، من صلوات وأذكار في كل مقام سواء عند الجلوس أو الدخول والخروج والنوم وغيرها، لكن للأسف الكثير منا يعجز حتى على قراءة آية الكرسي عند النوم، أو المعوذتين تحصنا بها، ثم تراه يحمل قارورة ماء يجول بها بين هذه المحلات من أجل الرقية وطلب الشفاء من الكثير من الوساوس التي تجول في خاطره، مقابل ثمن شرعه أصحاب هذه المحلات للرقية كل على هواه، وقد ترك العلاج المجاني الذي شرعه الله وفي يسر، يستطيع كل واحد منا أن يقوم بها في كل مكان وفي أي زمان، من غير زحمة ولا ضوضاء، ولا انتظار دور عند باب هؤلاء الرقاة، غير أن الظاهرة أصبحت عادة في مجتمعنا، فكل من يحل به هم أو حزن إلا وهرول إلى طلب الرقية الشرعية عند هؤلاء الأفراد.
إن الحديث عن هذه الظاهرة من باب الغرابة لا غير، لأن محلات هذه الرقية أصبحت منتشرة في كل مكان، بل وصل الحال بالكثير من المرقين أن يجمعوا بين النساء والرجال في غرفتين مختلفين ويقف هذا الراقي بينهما ويقوم بالرقية الجماعية لهم، ولعل من الطرافة التي حدثنا عنها بعض الأئمة أن الكثير من المحلات التي تبيع الماء المعدني وإلى جانبها محل للرقية، أصبحت لا تستطيع تلبية الطلب المتزايد لهذه المياه من قبل المرقين، وهو ما دفع بالكثير من الأئمة إلى طلب رقية مصدر هذه المياه في السدود ليعم العلاج الجماعي من دون ازدحام وتكون الفائدة عامة.

No comments:

Post a Comment