blog spot

Sunday, May 24, 2015

كرتنا أيضا ليست بخير

.

كرتنا أيضًا ليست بخير!

    يحسدنا كثيرون من متتبعي الكرة في افريقيا والوطن العربي والعالم أيضًا على التأهل مرتين متتاليتين إلى نهائيات كأس العالم، وعلى التألق في البرازيل، ويحسدوننا على تأهل ثلاثة نوادٍ إلى دوري مجموعات أبطال أفريقيا، وعلى ذلك السيناريو الفريد من نوعه لدوري هذا الموسم الذي أثار فضول عديد المواقع ووسائل الإعلام التي راحت تتحدث عن بطولة غريبة كان يمكن للرائد أن ينزل إلى الدرجة السفلى، وكان يمكن لصاحب المؤخرة أن يتوج باللقب قبل أسابيع قليلة من نهاية المنافسة.
لكن العارفين بشؤون الكرة وخباياها في الجزائر يدركون بأن تأهل الجزائر إلى المونديال مرتين متتاليتين كان بسبب إستراتيجية الاعتماد على اللاعبين المحترفين المنتهجة من طرف الاتحادية، وتأهل ثلاثة نوادٍ إلى دوري مجموعات أبطال افريقيا لأول مرة في التاريخ لا يرجع إلى قوة النوادي الجزائرية بقدر ما يرجع إلى تراجعها في مصر وتونس والمغرب والكاميرون ونيجيريا لأسباب مختلفة، كما أن سيناريو دوري هذا العام لا يدل أيضًا على ارتفاع مستوى الكرة الجزائرية وتطورها، بل يدل على تراجع متواصل وتشابه كبير في التراجع بين كل النوادي بما في ذلك من يملك الإمكانات المادية والبشرية وغيرها من الفرق صاحبة الإمكانات المحدودة.
ما يحدث لأهم وأكبر وأعرق النوادي بما في ذلك المتأهلة إلى أدوار متقدمة في المنافسات القارية يؤكد بأن كرتنا ليست بخير، ونوادينا ليست على ما يرام بعد ما بلغ فيها سخط الجماهير درجة لا مثيل لها أدت إلى إقالة مدرب اتحاد العاصمة بسبب الإخفاق في التتويج وأدت إلى استقالة مدرب مولودية العلمة قبل تراجعه، وكادت أن تعصف بمدرب وفاق سطيف الذي رمى المنشفة قبل أن يتراجع هو أيضًا رغم تتويجه باللقبين القاريين.                                                                                              أما جماهير اتحاد الحراش وشباب قسنطينة فهي تضغط بدورها وتطالب برحيل الرئيسين بسبب تراجع النتائج، في حين بلغ تذمر جماهير شبيبة القبائل إلى درجة كبيرة من "التخلاط" قد يعصف بالنادي العريق إلى القسم الثاني، ويهدد مستقبله إذا لم يتحلَّ أبناؤه بالحكمة اللازمة، وإذا لم تتدخل السلطات للحفاظ على موروث كروي صنع أفراح الكرة الجزائرية.
طبعًا لا أحد يرضى بسيناريو يصبح فيه الجمهور متذمرًا وصاحب الكلمة في اتخاذ القرارات وتعيين وإقالة المدربين والرؤساء، ولكن عندما يصل الأمر إلى أن يصبح الشارع الكروي هو السيد وهو من يقرر، فمعنى ذلك أن كرتنا ليست بخير، ونوادينا هشة قابلة للانفجار في أية لحظة سواء كانت تلعب من أجل اللقب أو البقاء ضمن حظيرة ما يسمى بدوري المحترفين!
كل هذا يضاف إليه مسلسل الشغب والعنف الذي يبقى متواصلاً، وغياب التواصل ونقص الكفاءات وتردي الأخلاق واعتماد بعض وسائل الإعلام على الإثارة وإشعال الفتن في تغطياتها وتقاريرها الصحفية التي انساقت وراء رؤساء نواد ومدربين ومحللين يمارسون التحايل بدورهم على عشاق الكرة من خلال تصريحاتهم ووعودهم الكاذبة.
حتى أولئك الذين يعتقدون بأن احتدام التنافس على اللقب والبقاء هو دليل على تطور المستوى الفني؛ فإنهم يتحايلون ويكذبون علينا ويغطون على المشاكل الحقيقية التي لاتزال تتخبط فيها الكرة الجزائرية امتدادًا لمشاكل أخرى فكرية وثقافية وفنية وتنظيمية ومادية يعاني منها الوسط الرياضي عمومًا، وتقتضي تغييرات عميقة في الذهنيات والممارسات والأشخاص الذين يحيطون بالرياضة الجزائرية على كل المستويات إذا كنا فعلًا نولي الأهمية للكرة وعشاقها باعتبارها وسيلة ترفيه وتثقيف وتربية وأخلاق قبل أن تكون فوزًا وخسارة وتتويجًا أو سقوطًا إلى الدرجات السفلى.

No comments:

Post a Comment