blog spot

Sunday, May 24, 2015

شكيب ولويزة.. أخوان في الرضاعة

عمره الاقتصادي الرسمي ربع قرن، فتح قلاع حقول سوناطراك عام 1990 وزحف بجيوشه، حتى احتل حقيبة وزارة الطاقة، لأكثر من عقد كامل، فعاث فسادا في أرضها بقوانينه الجديدة الخاصة بالطاقة وبالمناجم، إلى أن ابتعد عن الحكومة منذ خمس سنوات، بعد أن مصّ ضرع حاسي مسعود، كما يفعل الرضيع مع صدر أمّ، أنهكها الزمن والمرض، وعمرها السياسي الرسمي ربع قرن، فقد قادت حزب العمال عام 1990 وزحفت بجيشها الأحمر التروتسكي، حتى احتلت رواقا دائما لأرانب السباق في الرئاسيات، ومقاعد دائمة في البرلمان، تركض ليصل الأول في أمان وليس لتصل هي في المركز الأول، وصارت ظاهرة صوتية، ولكنها حسب المزاج أو حسب المقدرة والطلب، على طريقة.. أسد عليّ وفي الحروب نعامة؟

إنها حكاية غريبة وقعت ما بين وزير الطاقة السابق،شكيب خليل، الأمريكي الجنسية، المنتمي إلى نظامأمريكي، من المفروض أنه إمبريالي، قدّم الثروة التييعيش منها أربعون مليون جزائري على طبق من ذهبلأصدقائه من عمال كل بلاد العالم، إلا عمال الجزائر، ومابين السيدة لويزة حنون التي يقال إنها رئيسة حزبيسمى العمال، ويدافع عن الطبقة الكادحة ويحاربالإمبريالية الأمريكية من زمن خروتشوف إلى زمن بوتين،ومع ذلك لم يصطدما أبدا، فمرّت العهدة القاتمة علىالاقتصاد الجزائري الذي كان يسيّره شكيب خليل برداوسلاما من دون أن نسمع ولو "تمتماتعنه من الظاهرة الصوتية، التي نقلتنا بأمواجها إلى شؤون أخرى،بعيدا عن الألم الحقيقي للجزائر.


لن ندافع عن وزيرة الثقافة السيدة لعبيدي، فهي بالتأكيد استنساخ لبقية الوزراء الذين مرّوا على الجزائر فيالعقود السابقة، ولكننا لا نظنها أكثر سوءا من سابقتها السيدة خليدة تومي، ولن ندافع عن بعض رجالالأعمال الذين صاروا شغل السيدة لويزة الشاغل، في كل صرخة تطلقها، ولكننا لا نظنهم أكثر سوءا من بقيةرجال المال الذين تمكنوا من دواليب البلاد، ولن ندافع عن السيد علي بن فليس الذي لا يختلف عن الذين "أكلوامن الغلة وسبوا الملّةوالذي مازالت السيدة لويزة تجلده بلسانها، ولكننا نسألها لماذا لم تفعل ذلك عندماكان رئيسا للحكومة؟
لويزة هي نموذج بسيط لمدرسة سياسية جزائرية أصبحت أسلوب حياة، تجذرت أيضا في المجتمع، فإما أن يقولأهلها بعد فوات الأوان، أو تحت الطلب أو بصوت منخفض أو بلسان غير مفهوم، وفي كل الأحوال يغيب القولالحق، والفعل الصائب، فيشترك الجاني والضحية في المظهر الخارجي، وتغيب الحقيقة، مادام الذي بإمكانه أنيقولها، مصرّا على أن يقول في غير الزمان وفي غير المكانوالخلاصة أن السيدة نادية لعبيدي هي قطعة منحقيبة ثقافة لم تمنحنا مقابل آلاف الملايير أكثر من تحريك الخصر، ولويزة حنون هي صيحة من ضجيج سوق مايسمى بالمعارضة، وشكيب خليل هو عابر كرسي ضمن الذين جاؤوا وراحوا، وجميعهم إخوة في رضاعة نفسالضرع الذي أمدنا بترولا صنعنا منه سلطة ومعارضة و...؟

لــ عبد الناصر 

No comments:

Post a Comment