blog spot

Friday, March 18, 2016

حالنا من الخوف إلى الرعب؟!

الآن حصحص الحق وبانت الأمور على حقيقتها، فوضع البلاد هو أسوأ من وضعها عند بداية حكم بوتفليقة، والأمر لا يتحمله هو وحده ورجاله الذين اعتمد عليهم، سواء بحق أو بباطل، بل يتحمله هؤلاء الذين أتوا به مقابل بقائهم هم في كراسيهم:
1 – عند مجيء بوتفليقة في 1999 كان الوضع الأمني في البلاد أحسن من وضعها الحالي، فلم تكن البلاد مهددة في كامل حدودها كما هو الحال الآن، رغم وجود مسلحين في الجبال يجري التعامل معهم بالوسائل المطلوبة وفي حدود السيطرة على الوضع.. خلافا لما هو الحال اليوم، حيث الحدود تكاد تكون حرجة أمنيا رغم الوسائل الاستثنائية التي وضعت لحمايتها. السلطة تقول: إن البلاد انتقلت بالإرهاب من الإرهاب المحلي إلى الدولي، فأصبحت عندنا “القاعدة” عوض “الجيا”، و«داعش” عوض جيش الإنقاذ! هل تدويل الإرهاب في الجزائر يدل على تقدم في مكافحة هذه الآفة أم هو تدهور في الوضع؟ هل كان الجزائري يتصور أن أمور الإرهاب تتطور في ظرف 20 سنة الأخيرة من حالة استعمال الإرهاب للمحشوشة والهبهاب إلى صواريخ “ستينغر” الرهيبة.! أليس من حق أمريكا أن تطلب من الجزائر توضيحات بخصوص هذه الصواريخ؟! أين هي المصالحة الوطنية ونتائجها والبلاد تعيش مثل هذه الأوضاع، وتعيش “هوشة” حادة في السياسة، و«هوشة” أحدّ منها في الاقتصاد؟!
2- وعلى الصعيد السياسي.. لاحظوا هذا التصحر السياسي الذي أصبحت عليه البلاد، انظروا إلى وضع جبهة التحرير ووضع الأرندي السياسي، وإلى وضع أحزاب المعارضة من “حمس” إلى “الأفافاس” إلى “الأرسيدي”، وأنتم تعرفون الكارثة السياسية التي أحدثها عهد ما بعد 1999 في الحياة السياسية الوطنية؟! انظروا إلى مستوى النواب، ومستوى الوزراء، ومستوى السفراء، وأنتم تعرفون ما قام به هذا العهد من كوارث، هو مجرد أخطاء أم هو من الأعمال المقصودة الهدف منها جعل البلاد تتخلف عن محيطها الإقليمي بـ50 سنة أخرى؟!
3- أما الحصيلة الاقتصادية فالنتيجة ماثلة للعيان، صندوق النقد الدولي على الأبواب، والإنتاج الصناعي والزراعي والخدمات أسوأ من عام 1999، وقيمة الدينار تدهورت بـ50% عما كانت عليه.. والفساد والرداءة تمكنا من مفاصل البلاد كسرطان يصعب علاجه في منظور قريب.! وبذلك أصبحت البلاد رهينة للقوى الأجنبية حتى في علاج صحة حكامها؟
لا نريد تسويد صورة البلاد، ولكن الواقع أصبح لا يحتمل والسكوت خيانة وليس جريمة فقط! والمصيبة أن وضعنا اليوم ليس فيه آفاق للحل كما كان عليه الحال سنة 1999، أي لا أمل في حل دون دماء ودموع.. هذا هو حالنا المؤسف.

يكتبها سعد بوعقبة

No comments:

Post a Comment