blog spot

Wednesday, March 23, 2016

تحدّي القراءة.. شعاعُ أمل في زمن الرداءة

 جاءتنا من دبي مبادرة "تحدّي القراءة العربي" منذ مدةٍ وجيزة لتكون بحق شعاع أمل في هذا الزمن، الذي لا تصلنا فيه سوى أخبار الحروب والدماء والانقسامات والصراعات... يتعلق الأمر هذه المرة بتمويل مشروع حضاري في شكل مسابقة من قبل حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم بمئات الآلاف من الدولارات.
جوائزُ المسابقة في مستوى التحدّي، 150 ألف دولار للتلميذ الأول، ومليون دولار للمدرسة الأكثر مشاركة، منها 100 ألف للمدير، ومثيلتها للمشرِف، و300 ألف دولار للأوائل الآخرين، ومثيلتها للمشرفين وجوائز تكريمية أخرى تصل إلى مليون دولار، فضلا عن أكبر الجوائز على الإطلاق وهي تعليم أبنائنا القراءة ورفع تحدّي قراءة 50 مليون كتاب في السنة.
مثل هذه المبادرات تُخرِجنا من تلك الحالة البائسة التي عادة ما نصف بها أنفسنا: أمة اقرأ لا تقرأ.. أو الأمة التي يقرأ الفردُ فيها 6 دقائق في السنة (مقابل 6 دقائق في اليوم للأمريكي)، أو التي لا تُنتج سوى 5000 عنوان في السنة (مقابل 35 ألفا في اليابان وحدها)، فضلا عن كل تلك الإحصائيات التي تصنّفنا في ذيل الأمم المُنتِجة للعلم والثقافة والكتاب.
مثل هذه المبادرات من شأنها أن تُعيد لنا الأمل في أننا يمكن أن نَنهض من خلال العناية بالأجيال الصاعدة انطلاقا من ترسيخ قيمة القراءة لديها، وتعليمها أنها تستطيع الحصول على المعرفة وأيضا على الجوائز والتشجيع والتكريم...
مثل هذه المشاريع الرائدة والمندرجة ضمن رؤية مستقبلية لا شكّ فيها هي التي من شأنها أن تُذكِّرنا بأن الدول التي قطعت أشواطا في مجال التقدّم العلمي والتقني، والتي أصبحت مهيمنة على العالم، إنما هي تلك التي جعلت من العلم والثقافة قطاعا مُنتِجا في بلادها، صانعا لأغلى ثروة بها هي الثروة البشرية... وعلينا أن نسارع إلى استعادة زمام المبادرة منها.
 ألم نكن أمّة "بيت الحكمة"؛ أول جامعة في التاريخ (تأسست سنة 850م)، قبل أكثر من 4 قرون من تأسيس جامعة باريس (1257م) وجامعة أكسفورد (1167م)؟ ألم يكن بِـ"بيت الحكمة" ببغداد أكثر من 300 ألف كتاب منسوخ قبل اكتشاف المطبعة (1450م) في مختلف العلوم والفنون في الوقت الذي كانت الأمية سيدة أوروبا والطاعون الأسود يفتك بها ولا تقرأ سوى النزر القليل من الكتب، وفي نطاق الكنيسة؟ أما أمريكا فلم تكن مكتشفة بعد (اكتُشفت في 1492م) !.
بكل تأكيد.. يمكننا أن نستعيد زمام المبادرة ويمكن لأمة اقرأ أن تقرأ، وللجزائر أن تتحدى القراءة بمليون ونصف مليون مساهمة.
icon-tags

No comments:

Post a Comment