ADVERTISEMENT
في وقت ‏يقف فيه الآلاف في الطوابير أمام المخابز، لا ‏يفكرون إلا في بطونهم، تخلو بيوتهم حتى من مجرفة لإزالة الثلج ‏العالق أمام بيوتهم، في هذا الوقت نرى رجال الحماية المدنية ‏يقومون بواجبهم تجاه الوطن والمواطن لا تمنعهم برودة الطقس ‏ولا كثافة الثلوج من تلبية نداء الواجب، ينقلون المرضى إلى ‏المستشفيات وينقذون من تقطعت بهم السبل.
هناك عائلات ‏تعرضت لاختناق المدافئ، وآخرون جنحت سياراتهم على ‏جوانب الطرق، وهناك من تدفقت ‏المياه إلى منازلهم، ومن يحتاج إلى الخبز والغاز.. هناك ‏وهناك وهناك المئات من الحالات التي احتاجت تواجد رجال ‏الحماية المدنية ورجال الأمن، وفعلا كانوا لها بالمرصاد، فلم ‏يتوانوا ولم يتأخروا، وما تذمروا أبدا من حاجة مواطن وما ‏تغاضوا يوما عن طلب مساعدة.. هم الرجال هم المخلصون ‏بكل ما تعنيه هذه الكلمة من رجولة وقوة وانتماء.‏. 
 أمّا جنودنا البواسل، رجال الجيش الوطني الشعبي، فها هم يسهرون على ‏حدودنا في الصيف والشتاء، في الحر والبرد.. حدودنا التي باتت ‏مهددة من قبل الإرهاب والمهربين.. هم رجالنا البواسل ‏رجال الجيش والدرك الوطنيين الذين يقفون بالمرصاد لكل من تسول له ‏نفسه المساس بأمن الوطن، يحبطون محاولات تسلل إرهابيين ومهربين لا يعلمون أن هناك ‏صقورا لا تنام.
علينا رفع القبعات احتراما لهؤلاء الرجال، ولكن ‏ذلك وحده لا يكفي، فعلينا كمواطنين أيضا ‏التزامات تجاههم.. علينا    مد يد العون لهم، يجب أن لا ‏نبقى متفرّجين، وللأسف الشديد ‏أن سلوكياتنا السيئة فرضت على هؤلاء الرجال الواقفون بذل جهود ‏مضاعفة لفرض الأمن..
أخيرا، علينا دائما أن نحمد الله على نعمة الأمن والأمان التي ‏نعيشها بفضلٍ من الله عز وجل وهؤلاء الأبطال ومن ‏خلفهم هذا الشعب العظيم.. وعزاؤنا لأهل  الملتحقين بدار الحق، ونسأل الله أن يتغمد أرواحهم الطاهرة برحمته الواسعة ويسكنهم فسيح جناته.                                                                                              ع. فراق/بئر الشهداء 

فعلا، يا أخ عيسى، لقد أصبت كبد الموضوع.. هم "رجال واقفون"، يقفون ولا ينامون بالليل والنهار.. هم "وليدات الشعب"، يُدافعون عن شعبهم، ويستشهدون من أجله، وفي سبيل الله وجزائر الشهداء، فهم خير أخير لخير أحرار، مسبّلون ومغامرون بالأمس واليوم وغدا.
لقد أثبتت التجارب والمحن والأيام العصيبة، أن هؤلاء الرجال خلقوا ليكونوا رجالا، ولذلك لا يجب أبدا أن ننسى تضحيات البارحة، وعلى الجيل الذي عاش "الحرب"، أن ينقل تفاصيلها للذين يعيشون السلم، حتى يشعروا بتلك الجمرة ولو عن طريق المحاكاة وليس الملامسة.