آخر "مجاهد" طايوان

ADVERTISEMENT
الحمد لله، لم يعد هناك "مجاهدون" مزيفون بحسب وزير المجاهدين! هكذا، سوف نغلق ملف مجاهدي الثورة، لنفتح ملفا جديدا بشأن "مجاهدي الاستقلال"! وهم كل من عمل للسلطة في السلطة أو بالسلطة من السلطة أو لأجل السلطة خارج السلطة، فتلسط على الناس وسلط عليهم لسانه السليط أو خادمه العبيط أو قانونه المخيط أو سلاحه اللقيط! سنتكفل من الآن فصاعدا بحماية من حموا دولة المصالح وناصحوا النظام بفيض من النصائح، أهلتنا لتبوء العرش لستين سنة خلت، ملت منا شعوبنا وتخلت، وانتفضت فدكت وهدت، وهمت بإسقاط سلطاننا فصدت وصُكًت.
من الآن، لا وجود لمجاهد مزيف أو حركي متكيف! ومن يقل غير ذلك، يأتي بالدليل والبرهان والشهادة من شهود عيان ماتوا أو كانوا لا يزالون في تعداد الهالكين بإحسان!
نمت على هذا القلق من مسألة في غاية الأهمية لشعبنا الذي ناضل بحجره وشجره وحيواناته لكي تستعيد الجزائر استقلالها من المحتل الغاصب! استشهد من استشهد وبقي من بقي، وعلى رأس هؤلاء كلهم، تلك الشلة التي حملت السلاح أو دعمت الثورة ماديا ومعنويا وإعلاميا وثقافيا ودبلوماسيا! كثير منهم نالوا جزء بسيطا مقابل فرض العين هذا، لكن الكثير منهم، أبقوا جزاءهم للقاء الله، باعتبار الجهاد عندهم، كان في سبيل الله! ومن أجل الوطن والدين! معظمهم ماتوا بسطاء، وكثير منهم لا يزالوا ينتظرونه في صمت، وبدون أن يطالبوا بأية شيء باطل في هذه الدنيا..وما بدلوا تبديلا!!
رحم الله شهداءنا الأبرار ومجاهدينا الأفذاذ ورزق من لا يزال على قيد الحياة الصحة والصبر والقدرة على تحمل ثقل السنين وعبء المسؤولية التاريخية.
نمت لأجد نفسي أحاور آخر "مجاهد طايوان"، لا يعترف بهذا النعت، لأنه لا يزال "مسعولا"، ويعتبر نفسه المجاهد الأكبر (سنا!)، مع أنه لم يعد يملك سنا واحدة! تهشم فمه ولم يركب عليه أي طاقم أسنان بسبب اهتراء اللثة، فصار ينطق الهراء: الشين والسين ثاء، والجيم زايا، وخليطا من الأحرف لا يفهمها أحد!
قلت له: عرفنا بنفسك، باعتبارك من المجاهدين الكبار: قال لي: أنا "إثمي" ثليمان ثامبيط (سليمان شامبيط). كنت "ثامبيط" في وقت "فرنثا" وهربت في ثطاعث مارث (تسطاعش) "ميل ناف ثا ثواوثانت دو"، (1962)، وطلعت للزبل! قاع الزبال نعرفها! زبل أوريث، فلاوثن، النمامثة، زبل البابور، المهم قاع الزبال نتاع الززاير درتهم! كنت مع قاع "الثهداء الأبرار"، وأنا كنت "الثاف" نتع بومدين والثادلي بن زديد ! كنت "قبطان طروا قالو"! ثلاث نزجمات! زبتهم من الزبل، مث من المدرثة نتاعكم! ما قريتث حرف، بثًح نعرف كل حازة في الدنيا!
قلت له: بلهجته، ما هي أكبر "معكرة" ثاركت فيها؟، فرد علي: ثاركت في معركة أُحد وربحنا فيها طروا زيرو، وخثرنا في معركة بدر بكاط طروا!! أنا طيحت طيارة بمقلاع، وحرقت شار بزلاميط! حتى واحد ما ثلك في المعركة، ثوى أنا و"ثي ثليمان الماثو" (سي سليمان الماصو) الله يرحمه، مات، اليوم راه بوثي (بوشي) في "ثطيف"!
قلت له: تقول أنك صعدت للجبل في 19 مارس فكيف قمت بكل هذه البطولات: قال لي: ما كنتث نقعد في زبل واحد، كنت نطير من هنا لهناك من زبل لزبل! قلت له: من كان معك من المجاهدين الأحياء المعروفين حاليا: قال لي: حتى واحد ما بقى حي ثوى أنا! الله يرحم الثهداء!
وأفيق وأنا أضحك مع روحي!