blog spot

Thursday, April 23, 2015

من حقك أن تتبجّح يا هولاند!

"في الجزائر لم تكن هناك حرب إبادة"، "الإبادة تكون عندما لما تكون هناك نية لإبادة كلّ السكان" بهذه التّصريحات الاستفزازية واجه الرئيس الفرنسي أسئلة تلاميذ ثانويين من أصول جزائرية، وبهذه الطّريقة كانت فرنسا الرسمية تتعامل دوما مع الجزائريين، وليس ذلك في هولاند وغيره من المسؤولين الفرنسيين الرّافضين إلى الآن الاعتراف بجرائم الإبادة المرتكبة في حقّ الجزائريين منذ دخول أوّل جندي فرنسي إلى الجزائر في بدايات القرن التّاسع عشر إلى خروج آخرهم سنة 1962.
العيب ليس فيهم بل في الكثير من الجزائريين الذين لا يزالون يعتبرون فرنسا وطنهم الأموليس الجزائر، العيب في السلطة التي لا زالت تهتم بالرأي العام الفرنسي أكثر من اهتمامهابالرأي العام الوطني، والعيب في كل المتهافتين على فرنسا رغم الإهانات اليومية في حقهم،والعيب في كل أولئك الذين يقدّمون اللّغة والثّقافة الفرنسية لأبنائهم مع الحليب.
من حقك أن تتبجح يا هولاند، وتقول إن فرنسا لم ترتكب جريمة إبادة في حق الجزائريين مادام في الجزائر من يحمل المظلّة إذا كان الجوّ ممطرا في باريس، ولا يعتبر نفسه معنيابالجدل الدائر بخصوص الجرائم المرتكبة في حق أجداده،  بل إنّه ينتصب لمحاربة من يبدينوعا من المقاومة والرفض للهيمنة الفرنكفونية في الجزائر.
لسنا مضطرين لتذكيرك بالجرائم والمذابح المرتكبة في حق الجزائريين، لأن الفرنسيينالمشاركين في تلك المذابح يشهدون على فضاعتها، حيث عبر أحد المشاركين، في عملياتالإبادة بقوله "… إنّ مسألة العرب قُبرت نهائيا، ولم يبق لهم سوى الموت أو الهجرة أوقبول الخدمة عند أسيادهم"
ويقول آخر "… وقد تتّخذ الإجراءات الصّارمة للإطاحة بالقبيلة المراد تدميرها بقواتكبيرة، بحيث يكون الهرب مستحيلا لأي مخلوق، والسّكان الآمنون لا يدركون الخطر المحدقبهم، إلا عندما يسمعون قرع الطبول التي تضرب نغمة مؤذية للسمع، وبعد ذلك تحدثالمفاجأة التي لا يوجد لها مثيل، إلا فيما نعرفه من قصص إبادة الهنود الحمر…". وفيكتاب مطاردة الإنسان يقول الكونت ديريسون" إنّنا والحقّ يُقال أتينا ببراميل مملوءة آذاناغنمناها من الأسرى، لأن قادة الاحتلال الفرنسي في منطقة القبائل كانوا يشجّعون الجنودويعطوهم عشر فرنكات عن كل زوج من آذان الأهالي التي يحضرونها".
هي نماذج من عمليات القتل الجماعي التي كانت بنية قتل كل السكان، عكس ما يدّعيههولاند عندما قال إن ما حدث كان حربا، ولم يكن إبادة، لأنها لم تكن بنية قتل السّكّان كلّهم...فهل كان يجب قتل كلّ الجزائريين ليعترف هولاند بأن ما حدث كان إبادة؟!

لــ رشيد ولد بوسيافة

No comments:

Post a Comment