blog spot

Thursday, April 23, 2015

تعلّموا الشّرف من نساء القدس

فيما تغرق الأمة الإسلامية في النزاعات والحروب والمؤامرات وتتيه الشعوب العربية والإسلامية في الفتن والخرافات، ويتسابق حكامها إلى نيل رضا أمريكا، تطوّع عدد من نساء فلسطين لحماية قبلة المسلمين الأولى من محاولات الاقتحام التي ينفذها يوميا مستوطنون صهاينة داخل باحات المسجد الأقصى.
ولعل ما يحدث في اليمن هذه الأيام تجلّ واضح لحالة الانحطاط التي يمر بها العالم الإسلامي،بدءا من الصعود الغريب للحوثيين وسيطرتهم على الدّولة بدعم واضح من إيران، إلىعاصفة الحزم التي تقودها السّعودية وشاركت فيها عشر دول. كما تم تجنيد كل النخبالثقافية والدينية لدعمها والترويج لها. واندمج في ذلك دعاة معروفون في العالم الإسلامي،كان الإعلام قد صنعهم لمثل هذه المواقف.
دعاة ومنشدون لهم الملايين من المحبين والمتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي تحولواإلى "غانيات" للجيوش المشاركة في عاصفة الحزم، لم نكن نراهم أو نسمع أصواتهم أيامكان أطفال غزة ينتشلون من تحت الركام، بينما الآن يملؤون الساحة ضجيجا عن الغزوالفارسي، بينما لا يعني لهم الغزو الصهيوني شيئا، كما لا تعني لهم شيئا تلك الجرائموالتجاوزات المرتكبة في حق النساء المتطوعات لحماية المسجد الأقصى من اعتداءاتالصهاينة.
ويكفي أن يصيح أحدهم، ويقول إن ما يحدث هو قتال بين مسلمين موحدين وإن الصواب ألانكون طرفا فيه، وإنّ ما يجري في صالح الكيان الصهيوني، ليتصدى له الكثير فيتهمونهبالزندقة والعمالة وغيرها من الاتهامات الجاهزة!
إلى هؤلاء الذين يتشدقون بعاصفة الحزم، ويرفعون شعار لبيك سلمان، والذين يبحثون عنالمبررات لتدخل إيران في الشأن الداخلي لعدد من الدول العربية، وينخرطون فيما يحدث منفتن ونزاعات... إلى كل هؤلاء نقول: تعلّموا الشّرف من نساء القدس اللائي يسترن عوراتكموعورات مليار مسلم في العالم. هؤلاء النّسوة اللّواتي يتصدّين للصّهاينة أشرف منالملتحين والمعمّمين الغارقين حتّى النّخاع في الشّحن الطائفي بين السّنة والشّيعة.

لقد سقطت ورقة التّوت على الجميع بما في ذلك الذين يطلقون على أنفسهم محور الممانعةبعد أن شهد العالم أجمع "زواج المتعة" بين أمريكا وإيران، ولن يزايد بعد اليوم طرف علىطرف.. فكلهم في العمالة سواسية، فعاصفة الحزم ضد الحوثيين الشّيعة في اليمن جاءتبمباركة أمريكية، والحشد الشعبي ضد المناطق السنية في العراق جاء بمباركة أمريكيةكذلك.

لــ رشيد ولد بوسيافة 

No comments:

Post a Comment