blog spot

Thursday, April 23, 2015

عام بلا جماعة في "سنوات" الرئيس


يكون الرئيس قد ختم أمس "سنته" الأولى من "الرابعة" في تقدير الخصوم، و"عامه" الأول في قاموس الموالين، وفق لسان العرب الذي يميز بين السنوات العجاف، والعام الذي فيه يغاث الناس، فعلى لسان منافسه العاثر حظه، السيد بن فليس: هي "سنة" من السنوات العجاف، وصفها بعد أن فكر وقدر بـ "السنة البيضاء" وهو يريد "السنة السوداء"، التي جمع فيها الرئيس بين الآفات الثلاث: "الانسداد السياسي، والفشل الاقتصادي، واستفزاز الجبهة الاجتماعية".
وهي عند الموالين "عام" كيوم أغواث، قد استشرف لها السيد سعداني ـ قبل نهايتها ـإقبال غيث بـ "تقطير" التعديل الدستوري، قبل أن تحيط به الحناجر العميقة، تدعوه بلطفإلى الخوض في ما يعنيه، كما علم من قبل السيد سلال: "أن الصمت ـ داخل السرايا ـحكمة، والكلام ـ عن أسرارها ـ نقمة".
أحدهم، من الموالاة، لم يستوعب المثل، فخانه اللسان عن أسباب تحليل بيع الخمربالجملة بفتوى حصرية من المنظمة العالمية للتجارة، ليحصد ما زرع، فأهانه سلال علىالملإ بإعادة العقال إلى حصانه الجانح، إلى أن تهدأ النفوس، وينشغل الناس باستقبال ماهو أمرّ من الخمر، لأن السنة الموالية لفاتحة "الرابعة" فيها ما فيها من الكوابيس لا تحتاجلعابر يعبرها بالتأويل: ثلة قليلة قد تسقي فيها ربّها خمرا، وكثير قد تسوقه الفتن إلى أن"يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه".
السنة لم تكن لا بيضاء من غير سوء، كما تصف ألسنة المتزلفين بالكذب، ولا هي بلونالسود الغرابيب، كما يقول من تطيّر من الأسود بالأبيض بغير علم، فهي إلى "الرمادي"أقرب، من جهة مخلفات الحرائق التي أوقدها بعضهم على صخور الغاز، في زمن احترق فيهالنصف الأكبر من ريع المحروقات، وهي رمادية من جهة انشغال الحكومة بتقليد رجلالمطافئ، الذي يشعل الفتيل سرا، ويقدح الصواعق عن بعد، وهي ثالثا باللون الوحيدالذي يبصر به المبتلى بعمى الألوان، والبلد بحمد الله موبوء بعمى الألوان من الرأس إلىأخمص القدمين، إن صحّ أن له رأساً يتعافى أو يستعفي فيعفى، وأقدام بطونها تتجافى كمنيرقص على الجمر.
وحيث إننا وسط ما يشبه حلم اليقظة، كوابيسه دهنت بلون ليس له ألوان، فقد نحتاج إلىمن يعبر لنا رؤيا أحوالنا وأحوال حكامنا بهذا اللون البائس، وهو بإجماع من يفسر الأحلام: "دليل على الحيرة والتشتت، صاحبه قلق، متوتر، متذبذب" دائم الترحال بين المنزلتين، وإنكان رأى اللون على شخص آخر ـ كما نراه على حكامنا ـ فهذا يعني "افتقار الشخص إلىالمصداقية، والإخلاص، والجدية". ونحن كما نحن، قد صدق فينا القول: "كما تكونوا يولّعليكم" قد خُيّرنا بين واحدة من ثلاث: غض البصر كرها، حتى لا نصاب بكآبة مزمنة، أوزيارة عاجلة إلى طبيب عيون، أو التحرر السريع من أحلام اليقظة، والبحث عن رأس لمتشتعل شيبا، موهوبة، تجيد تأليف الألحان، لأقدام لا تخشى الرقص حتى في السنواتالعجاف ولو على بساط من جمر.

لــ حبيب راشدين 

No comments:

Post a Comment