دين باباك ...يا معالي الوزير

حيّرتني يا معالي الوزير.. وما زلت لا أفهم كيف أنك لا تفهم أسباب الحملة الشعبية ضدك بعد قرارك بتسهيل تجارة الخمور.. “شربت ثلاث قهاوي معصورين وواحد زنجبيل دوبلي وقرعة فيشي تاع بوهارون.. ومازلت حيران كيفاش أنت يا معالي الوزير مفهمتش” وأنا (وأعوذ بالله من كلمة أنا..) العبد الضعيف، ورغم أني لست وزيرا ولا رئيس حزب ولا عندي شقيقي ضابط كبير في الجيش الفرنسي، ولا نسيبي جنرال متقاعد في الجيش الجزائري، وعمري ما كنت مناضل في حزب الدكتور سعيد سعدي، ولا أملك شقة (بحجم  فيلا من طابقين وجردينة) في قلب العاصمة.. .فهمت الموضوع بكل سهولة (وأعتذر مسبقا من الأستاذين عثمان سعدي وأحمد بن نعمان على “التشكتشوكة” اللغوية الناتجة حتما عن اختلاط القهوة بالفيشي والزنجبيل واللبن اللي شربتو على الغدا...)
قلت يا معالي الوزير إنك لست شيخا ولا مفتيا..  بل وزيرا من وزراء الجمهورية.. وهذه هي المشكلة يا معالي الوزير.. لو كان كنت إمام مسجد ولا شيخ زاوية نقولوا مسكين ما يعرفش.. ما يفهمش.. قرا سيدي خليل والأجرومية.. وهذاك ما حلبت.. بصّح أنت حاجة أخرى .. أن تفهم، قريت الدستور وتعرف أن الإسلام  هو الدين الرسمي، وسمعت رئيس الجمهورية أربع مرات (ماشي ثلاثة) يحلف ويقول: “بسم الله الرحمان الرحيم، وفاء للتضحيات الكبرى ولأرواح شهدائنا الأبرار وقيم ثورة نوفمبر الخالدة، أقسم بالله العلي العظيم بأن أحترم الدين الإسلامي وأمجده إلخ.. إلخ.. إلخ...” (وفقا للمادة 67 من الدستور)، وزيد أنت كنت مع الدكتور سعدي عام 1991، كيفاش نسيت الاعترف الشهير لما قال ـ بالفرنسية طبعا - (je me suis trompŽ de sociŽtŽ )!! واليوم أنت وزير التجارة والقاعدة الأولى للتجارة هي “دراسة السوق” كيفاش يا معالي الوزير ما تعرفش أن الإحصائيات (المنشورة من قبل مركز أمريكي وليس من طرف الإسلامويين) تقول إن الجزائريين من أكثـر شعوب العالم تدينا بنسبة تفوق 90 بالمائة.. وقبل كل هذا أنت مناضل قبل أن تكون وزيرا.. قضيت سنوات شبابك مدافعا عن الأمازيغية، صارخا في وجه خصومك (pourquoi vous voulez me privŽ de la langue de ma mre ?) “علاش تمنعوني من لغة يمة؟”، ومليح بزاف أنك تشدّ في لغة يماك، لكن ما تفرّط في دين باباك.. اللي هو دين يمّاك .. ودين الغالبية الساحقة من إخوانك الجزايريين.

لـــــ الشيخ مقران