كثيرون من لم يعجبهم فوز الغابون بفرصة تنظيم "كان" (.. يا ما كان) 2017، واعتبروا ذلك نكسة ما فوق نكسة 1967، حكومة وشعبا، بل وخسارة كبرى للجزائر! لماذا لا يكون العكس ونقول بكثير من التفاؤل "رب خسارة جلبت لنا الربح"! كيف لا ونحن نعرف أننا حين ننظم الكانات والمهرجانات والمؤتمرات والأسابيع والسنوات الثقافية والدورات واللقاءات الدولية والإفريقية والعربية والإقليمية والمحلية، إنما ننظمها لحاجة في نفس "يعاقبة" أصحاب الأمر والنهي (.. عن المعروف). يحدث هذا تماما عندنا كما عند بلدان الخليج النفطية، التي تنظم الدورات العالمية وتعطي "القهاوي" الضخمة و"الإكراميات" العظمى من أجل الفوز بـ"شرف" تنظيمها، رغم أنها لا فائدة لها لا تجارية ولا نفعية من غير البريستيج والتباهي والادعاء والتظاهر بما ليس فينا على أنه منا وفينا! الدول العاقلة تنظم هذه الدورات واللقاءت العالمية في جميع المستويات: الرياضية والثقافية والفنية، من أجل تنتشيط الخدمات وتحريك اقتصادياتها وإدخال العملة الصعبة، لكننا نحن حين ننظمها، إنما نفعل ذلك بالصرف عليها والتبذير لأجل تنظيمها وخلق أسواق ومشاريع لملء جيوب البعض من جيب بيت مال المسلمين!
لهذا، علينا أن نشكر الله ونحمده ليلا نهارا على أن ذلك "الحياتو"، الذي مماتو أنفع منحياتو، قد أحسن لنا من حيث عمل على الإساءة لنا. فرب ضارة نافعة، ورب غابون أنفع لنامن الجابون! لقد ربحنا كثيرا من الأموال التي كانت ستهدر، في عز التقشف والأزمة الماليةوشد الحزام.
نمت على وقع النقاش حول كواليس الكان، لأجد نفسي قد فزت بشرف تنظيم "كان" (يا ماكان). جزائري أحب الكرة حبا لما وأحب المال حبا جما. ضاقت جيوبي وجيوب من معي من"أصحاب" جباية الجيوب، بأموال التظاهرات والملتقيات والمؤتمرات و"المرهجانات" (التيتعتبر فيها "المكارشة" أهم عمل!). متخصصا في أكل مال الشعب من مآدب "أشعب". قمتبتنظيم الكان في الجزائر بميزانية تزيد عن ميزانية دولة الغابون نفسها! استقدمنا ملايينالملايير من المواد وملايير الملايين من العوائد، واستوردنا آلاف الملايير من الملايير منالفوائد والموائد لملء ملايين البطون والمصارين والزوائد! بنينا عشرات الملاعب بالكرطونفي شكل بيطون ومئات المنشآت "الجوطابل" في شكل بنايات "بوطابل".. بالبورطابل!دعونا أوباما وبوتين ربما.. ومحمد على كلاي والراحلة مريم ماكيبا وميسي ومارادوناوالراحل ألفيس بريسلي. استقبلت شخصيا أنجيلا جولي والشاب خالد. كما دعونا حياتو ولدالحرام وباقي أولاد الحرام في كل مكان في العالم العربي والإسلامي والدول العظمى. وفاتالكان كما كان. خسرنا الملايير من الملايير لنبتهج لمدة شهر بلياليها وأيامها حتى صاريشار إلينا "بالبانان".
وأفيق على صداع يوقظني: الجزائر تخسر الرهان. قلت في نفسي: الحمد لله، خسرنا فيالربح، لكننا ربحنا في الخسارة.
لــ عمار يزلي
لــ عمار يزلي
No comments:
Post a Comment