خرجت منذ أيام قليلة الندوة الوطنية (جدا) للتجارة الخارجية بتوصيات للحكومة ووزارة بن يونس، مفادها أن تجارة الخمور، تعتبر إحدى أوراق اللعب الرابحة في مجال التجارة الخارجية خارج المحروقات، وتوصي بضرورة الاهتمام بزراعة الكروم وتطوير إنتاج واستهلاك الخمور وتصديرها.
نمتُ على وقع هذا الخبر لأجد نفسي أرأس لجنة "خبراء" (في السكر) واسمي هو "عماربن نواس"، من أجل تحضير أرضية لقانون "محروقات" جديد (محروقات الآخرة قبلالدنيا)، ويتعلق الأمر بتطوير إنتاج واستهلاك وتوزيع وتصدير كل أنواع الخمور، وتعميمهالتصبح أرخص من الماء والبنزين والمازوت والزيت، لكي يقبل عليها المواطن المسلم، ويتمبذلك تحقيق "إنتاج مجتمع عصري" مناهض للإرهاب (الإسلامي). هذا هو تصوّري،وتصوّرنا في اللجنة، والذي أوعز لي به هو الوزير "صخشيا". فلقد قال لي: الحكومة تريدأن نجعل من الخمور مادة أولية تكفي للاستهلاك المحلي وللتصدير لتعويض النفط والغاز.الأمريكان والفرنسيون هم من سيتكلفون بزراعة وإنتاج الخمور وتسويقها أيضا. وزارةالتجارة ستعوّض عما قريب سوناطراك في مجال "الريع" ستصبح الجزائر بفضل هذاالمشروع، تعتمد على ريع الخمر عوض النفط. هكذا سيدخل الجزائريون جنات تجري منهاتحتها الأنهار ولا حاجة لهم لكي يصلّوا أو يحجّوا (الصيام جائز) حتى يموتوا ليدخلوها!
لم يطل المشروع، ومرّرنا تحت أنف البرلمان قانون "المحروقات الخمرية"، بلا نقاش، بينالدورتين بمرسوم. وجاء الأمريكان للفلاحة والفرنسيون للتجارة والصينيون والهنودوالأفارقة للعمالة، وصارت الخمور في كل مكان حتى أنه حُفرت لها قنواتٌ عابرة للصحراءلتصل إلى أعماق صحرائنا الشاسعة في عين أميناس وتمرانست وإيليزي وغرداية والواديوبـ"سكرة"! لم يقبل الجزائريون هذا الأمر في البداية، لكن تعوّدوا عليه بعدما أقفلنا عليهمحنفيات الماء (عين) الصالح للشرب وصار سعر الخمور بنصف سعر الماء! حتى الخنادقالتي حفرناها في معركة الخندق في حدودنا الغربية مع المغرب، صارت تسيل وديانا منخمر لذة للشاربين، مما أنهى عملية تهريب المازوت والبنزين، وعوضت الخمرة الزطلة،وصار الناس يقبلون على فلاحة الكروم أكثر من أي شيء آخر! حتى المغرب، ترك زراعةالكيف وتكيّف مع وضعنا نحن وصار ينتج الخمور، مما سهل وحدة المغرب العربي وفتحالحدود التي أغلقناها نكاية في المخزن الذي جهّز نفسه على الحدود لاستقبال السياحالجزائريين الذين سيتوافدون بالملايين في حالة فتح الحدود. فقلد بنى وحوّل مدينة وجدة إلى"أليكانت" بجمالها ونظافتها وفنادقها وساحاتها وشوارعها ومطاعمها الفخمة والكثيرةوالتي تصل إلى غاية نقطة الحدود "زوج بغال"! من خلال سياسة الخمر، التي اختمرت فيأذهان الحكومة الوطنية، سنقضي على الإرهاب والكيف والسلاح، ونبني المغرب البربريالكبير.
وأفيق وأنا مصروع كمن كان حاضرا فعلا في لجنة السكارى!
لـــ عمار يزلي
لـــ عمار يزلي
No comments:
Post a Comment