زعيمة حزب العمال، تتهم وزراء بأعينهم وأسائمهم وحقائبهم، بالتبذير وتعريض قطاعهم للنهب والعبث، وتتهمهم وجماعة "الهمهم" بأنهم من الأوليغارشية، وتتهمهم بتعطيل برنامج الرئيس، لكن، هؤلاء صامتون مضربون عن الكلام وليس الطعام!
قد يكون السكوت "علامة الرضا"، وقد يكون دليلا على وقوع الفضيحة فعلا، لكن إلىمتى هكذا تمرّ مثل تلك الاتهامات والتوريطات مرور الكرام، وبتعظيمة سلام، دون أنيتحرّك هؤلاء ولا أولئك لمحاسبة المتهمين من الوزراء ومعاقبة المذنبين والفاشلين منهم؟
لقد أزاحوا، على سبيل المثال، تمثال الشيخ ابن باديس الذي سافر من البرتغال إلىقسنطينة ليفتتح زورا وبهتانا عاصمة الثقافة العربية.. أفليس مثل هذا الإجراء الذي جاءبعد ضجة وضجيج وسط الرأي العام والعائلة وحتى المسؤولين، بيّنة على من ادعى ويميناعلى من أنكر؟
الإزاحة تعني أن الخطأ وقع والـذي كان كان، لكن: ترى، هل سيتم معاقبة المعنيين بهذاالتمثال و"الهبال"؟ أم إن القضية ستقيّد ضد مجهول أو حتى "مهبول" وتطوى مثلما يُطوىالكتاب؟
أعتقد أن "الأولغارشية" زحفت على كل القطاعات والعائلات: السياسية والوزاريةوالاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتربوية والأسرية، ولم يعد أمامنا إلاّ أن نردّد بكلّ وجعما ردّده الأولون من الحكماء: "ما يسلك فيها غير طويل العمر وقاسح الكبدة"!
الوزراء الذين اتهمتهم حنون وغيرها "ضاربين النحّ"، وكأن الأمر لا يعنيهم، وبعضهم "مدّيهالواد وهو يقول ماحلاها برود"، وهذا ما سيُثبته التعديل الحكومي المؤجل أو المعطّللأسباب ستلغيها تطورات حصلت أو ستحصل في القريب العاجل حسب أصداءالكواليس والصالونات!
ليس تهجّما، لو قال قائل، إن هناك من الوزراء من لا يستحق لا جزاء ولا شكورا، كما لايستحق لا تعاطفا ولا سندا، بسبب غرقه في سوء التسيير وما تسميه حنون "أوليغارشية"..هذه الكلمة التي دوّخت الزوالية الذين ينتظرون بفارغ الصبر تسوية مشاكلهم المؤجلة منعام "مانشفاش"!
قد يكون من سوء حظ هؤلاء الوزراء، وأيضا الأغلبية المسحوقة من الجزائريين، أن تداعياتأزمة البترول، بدأت تظهر وتزحف وتتوسّع، والتحذيرات انتقلت من خبراء الداخل إلىهيئات الخارج، بما يُنذر ويحذر من "تطورات قادمة"، على الأوليغارشية وغير الأوليغارشية أن"تحزّم" ليس للرقص على "الواحدة ونصّ"، لكن لتجنيبنا جميعا "القرص"!
لــ جمال لعلامي
لــ جمال لعلامي
No comments:
Post a Comment