ما الذي يُحرّض يا ترى الوزيرة بن غبريط على استفزاز آلاف الأساتذة
المتعاقدين بالقول، في ما معناه: استقيلوا.. عندنا البديل، سنوظف غيركم،
فطلبات التوظيف متراكمة؟.. هل هكذا يُمكن تفكيك هذه القنبلة الموقوتة؟ هل
بمنطق "دزو معاهم" تـُحل المشاكل؟ هل بعقلية "طريق السدّ ألـّي تدّي ما
تردّ" تـُسوى الملفات؟
قد تكون مجرّد زلة لسان، لكن هل هكذا في كلّ مرّة تفعل هذه الزلات
فعلتها، ويـُلغم قطاع التربية بهذه الألغام الحمقاء، التي لا يُمكنها بأيّ
حال من الأحوال أن تخدم لا الوزيرة ولا النقابات، وأيضا لن تنفع لا
التلاميذ ولا الأساتذة؟
ربـّما، الإشكالية في "حاشية الوزيرة"، وليس في نورية بن غبريط،
لكن هل من العقل أن تقول الأخيرة، بأن نتائج البكالوريا في عهد الوزير
الأسبق أبو بكر بن بوزيد، مفبركة ولا أساس لها من الصحة؟
هل بهذه الطريقة يا عباد الله، يشكك الوزير اللاحق في "أرقام"
الوزير السابق، خاصة إذا تعلق الأمر بشهادة اسمها البكالوريا، وبقطاع حسّاس
وخطير، اسمه قطاع التربية؟.. نتمنى أن تكون تصريحات السيّدة الوزيرة
"زعرطة" وزارية فقط، لأن الأمر يتعلق بمصداقية الشهادات التي توظف بها آلاف
الناجحين "الافتراضيين" خلال عدة سنوات!
الذي يحصل هذه الأيام في قطاع التربية، باسم "إصلاحات الجيل
الثاني"، لا يسرّ إلا أعداء قطاع ينبغي أن يكون بعيدا عن جميع الشبهات
والأخطاء والخطايا، وأن لا يكون حقلا للتجارب الفاشلة، حتى لا تـُنسف
التربية وتـُلبس عنوة برنوس التغبية!
المدرسة لا هي ملك للوزير ولا للنقابات.. إنها ملك للدولة والشعب،
لا يجوز لهؤلاء وأولئك، اللعب والتلاعب به، لأيّ سبب من الأسباب، ولأيّ
دافع من الدوافع، ويجب إبعاده عن "الشخصنة" و"الشيطنة"، والصراعات الذاتية
والإيديولوجية، التي دون شك سينقلب سحرها على ساحرها!
لن يهدأ القطاع ولن تطمئن القلوب، طالما أن المدرسة مازالت إلى أن
يثبت العكس، رهينة ذاتية قاتلة، وتسيير أحادي، وتفكير فردي، أو جماعي ضيق،
وطالما لم يحلّ الحوار والتشاور محلّ التنابز والتبارز والانتقام واستخدام
التلاميذ إمّا فئران تجارب، أو دروعا بشرية في هوشة لا ناقة لهم فيها ولا
جمل، وهذه هي الطامة الكبرى!
مثلما غادر بن بوزيد، وبعده بابا أحمد، سيأـتي يوم تغادر فيه بن
غبيرط، ليأتي خليفتها و"يزعم" ما تزعمه السيّدة "بن" على السيّدين "أبو" أو
"بابا"، لتكون "التغبية" حتما مقضيا وتذهب "المظلومة" في الرجلين!
No comments:
Post a Comment