للصهيونية حزبها وأتباعها وخدّامها وموالوها والموطئون لها، وهم ينتشرون في
كل مكان: في السياسة والثقافة والاداب والفنون... ولفلسطين حزبها وابناؤها
ومحبوها ومناصروها المنتشرون في كل مكان.. والصراع بين حلف الصهيونية وحلف
فلسطين والمعركة حقيقية ودامية ومتشعِّبة وهي متواصلة ومستمرّة تأخذ
أشكالا عدة وعناوين مختلفة تخبو حينا وتضطرم احيانا، تخمد هنا وتشتعل هناك،
وهي لا تتوقف الا لتنبعث اقوى من ذي قبل.
قبل ايام، مرّت ذكرى استشهاد راشيل كوري،
الفتاة الامريكية التي تصدت لجرافات العدو الصهيوني بجسدها فسقطت شهيدة على
حدود فلسطين الجنوبية، وبالامس توفي "انكر يورجنسن" رئيس وزراء الدنمرك
الاسبق الذي كان من اشد المناصرين لفلسطين، وفي امريكا ينتفض احرار من شتى
الاديان نصرة لفلسطين وتصديا لسياسات الادارة الامريكية المتغطرسة التي
تزود الكيان الصهيوني بكل آلات البطش.. وهؤلاء الاحرار يتواجدون في اوروبا
والامريكيتين وفي اسيا من غير العرب وغير المسلمين.. في بريطانيا وفرنسا
وألمانيا والنمسا وكل دولة اوربية هناك قادة ومفكِّرون وزعماء وصحفيون
وفنانون أخذوا مواقعهم في حزب فلسطين يتعرَّضون لكل ادوات العدوان من
لوبيات الشر الصهيوني في الغرب، لكنهم ثابتون بكل انفة وكبرياء.
صحيح ان نصف الشعب الفلسطيني تمّ طرده
خارج فلسطين.. ولكن الصحيح أيضا ان حزب فلسطين اكبر من الشعب الفلسطيني
ولهم من الولاء والحب والحضور المعنوي والمادي ما لا يقل عن تفاعل الشعب
الفلسطيني وحيويته، فهذه الشعوب العربية والاسلامية التي تملأ الميادين
وتفيض حبا وعشقا لفلسطين وتدفع بخيرة ابنائها تدريبا وجاهزية من اجل يوم
موعود سيحسم فيه الصراع حتما لصالح الحق والخير والسلام.
إن حزب الصهيانة نشيط وفعال، وهو يحيك
المؤامرات من اجل تفتيت جبهة فلسطين وحرمان حزب فلسطين من التواجد في مصادر
القرار وحرمانه من توجيه ضرباته حيث ينبغي، فيصنعون امامه الألهيات
والحروب الوهمية لاسيما في الكتل الكبرى في بلاد العرب والاسلام.. يصنعون
لنا معارك بعناوين تفسخ مكوّناتنا وتشوّه مقدساتنا وتجعل كل جميل فينا عرضة
للتشرذم والتبعثر.
في حزب فلسطين برز رجال كبار في الماضي
والحاضر زعماء كبار، ففي الجزائر كان الابراهيمي العظيم وهواري بومدين
ومحفوظ نحناح ومساعدية ومهري وسواهم الكثير الكثير من الذين قضوا نحبهم ومن
الذين لا يزالون ينتظرون وعد الله بالنصر، وفي كل بلد عربي واسلامي تبرز
قيادات حزب فلسطين، ومن خلف الجميع تقف الامة بحسِّها وضميرها واستعدادها
للبذل والعطاء.
ولن يكون الصراع في هذه المنطقة بين أمتنا
بما تمثل من منهج خير وسلام وقيم جميلة ومؤمنين بالحق والنبل والانسانية
وبين الغرب وما يمثل من نظام رأسمالي امبريالي عنصري استعماري استكباري
مجرم، الا على محور واحد انه محور فلسطين-الصهيونية الذي يصطف على طرفيه
المتصارعون في معركة سيكون لنتائجها الاثر البالغ على صياغات عالمية في
المسيرة البشرية.
إن فلسطين سفينة النجاة لأمتنا ولنخبنا
المثقفة تخرجنا من بحر متلاطم باجتهادات الفتنة والافكار الميتة المميتة
والنفسيات المحطمة المشوهة.. فلسطين سفينة النجاة لامتنا وللإنسانية لإسقاط
الظلم والشر والخديعة والفساد والاستكبار والعنصرية.. ما اكبر حزب فلسطين
وما اجمله وما اروعه.. انه الحزب المنصور لانه يعبِّر عن الضمير الانساني
ونداء الفطرة الاصيل.. تولانا الله برحمته.
No comments:
Post a Comment